صالح المسعودى يكتب: التجربة الفيس بوكية

الخميس، 27 نوفمبر 2014 02:02 م
صالح المسعودى يكتب: التجربة الفيس بوكية فيس بوك - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تجربة (فيس بوكية) صعبة مررت بها، فقد لاحظت أننى عندما أكتب مقالا جيدا، وانتظر من أصدقاء الفيس إبداء الرأى أو حتى النقد فيه أجدهم (ودن من طين وودن من عجين)، أما عندما أكتب بعض الكلمات خارج النسق أجد (كما) من التعليقات والإعجابات وكأننى أتيت (برأس كليب) كما يقولون.

فعلمت ساعتها أن الخطأ ليس فى أصدقائى بل الخطأ فى توليفة الفيس، فصارت الغالبية العظمى تعتبر الفيس تسلية (وهلفطه) لا طائل من ورائها وعملوا بمبدأ الرئيس الأسبق حسنى مبارك خليهم يتسلوا.

فقررت أن أكتب لهم ما يناسب الفيس بوك ولو بطريقة ظريفة تتناسب مع طريقة تعاطى الفيس بوك وتذكرت مواقف بعض أصحاب الأغانى الذين ملوا من أغانى الحب والرومانسية، بل والأغانى الوطنية، فبدأ بعضهم يغنى لأى شىء بداية من الفاكهة حتى الوصول ( للقفا) بل ومنهم من رأى أن الحمار قد ظلم فى الأغانى فقرر أن يكون أول من يغنى للحمار.

ثم فجأة جال بخاطرى قول لصديق محترم كان واحدا من أهل الفضل على فى مجال الكتابة الصحفية حيث منحنى بعض من خبراته حيث نبهنى أن ما تكتب هو عنوان لشخصيتك ومعبر عن قيمتك فلا يجب أن تلهث خلف كل ناعق كما يجب عليك أن تحلل وتفلتر كل ما يعرض عليك لتستخرج منه الغث من السمين، لأن قولك محسوب عليك وأنت من ستسأل عنه أمام الله أولا ثم أمام ضميرك ومن يقرأ لك وينقل عنك.

وتذكرت أيضا كيف أننا أمة سبقت الأمم بل وأخذت الدول المتقدمة معظم علومها من خلال دراسة وتطوير أبحاث علماء تلك الأمة فى جميع المجالات بداية من الطب والفلك والتشريح والرياضيات بل ومازال هناك بعض المراجع العلمية التى تعتمد على أفكار علماء الأمة من مئات السنين ولكنهم ( عولموها ) وطوروا الأبحاث فيها لتواكب كل ما هو جديد.

أما نحن الآن فلا نكتفى فقط بأن نبدأ من حيث بدءوا (حيث إنهم بدءوا من حيث انتهينا) ولكن نتخير من تقدمهم ما يؤخرنا فقد أخذنا من علمهم كل ما هو سىء أو أننا نستعمله أو نستخدمه الاستخدام السيئ فلو تحدثنا عن عالم النت وهو محور حديثنا الآن لوجدنا أنهم اخترعوه ليجعلوا العالم قرية صغيرة فيسهل به الوصول للمعلومة وأشياء أخرى مفيدة للبشرية مثل الأبحاث وتسهيل نقل المعلومات.

أما نحن فالسواد الأعظم (إلا من رحم ربى) يبحث فيه عن المواقع الإباحية أو عن مشاهدة الأفلام الحديثة أو إدمان الفيس بوك والجلوس على ( الشات ) لساعات وساعات بل أن بعض علماء الطب أرجع انتشار مرض ( السكر ) فى البلاد العربية لاستخدامنا المفرط للتكنولوجيا الحديثة ومنها أقل شىء ( الريموت ) الذى يمنعك من حرق السعرات الحرارية عن طريق الحركة.

قد أكون أوردت بعض الأمثلة البسيطة دون الخوض فى التفلسف الذى لا طائل من ورائه ولكنى قصدت أن أصل إليك عزيزى القارئ من أقصر الطرق وأسهلها لعلى أوصل لك فكرتى (بأننا يجب أن نتغير).

يجب أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، يجب أن نبحث عن الاستخدام الأمثل لكل ما هو جديد ومفيد لا أن نبحث عن مساوئ الاختراع ونتمسك بها تاركين ما فيه من فوائد، يجب أن نتذكر الأجداد وكيف كانوا قدوة اقتدى بهم العالم، يجب أن نربى أبناءنا على التنافس الشريف فى التفوق العلمى مع الغير ونذكرهم بتراثهم المجيد الذى يعطيهم دفعة معنوية ولا نكتفى بالفخر بالماضى دون المشاركة فى بناء المستقبل، لأن التشدق بالماضى فقط لن يفيد ولن نبنى به أمجاد.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة