د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: عيد الفداء

السبت، 04 أكتوبر 2014 08:13 ص
د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: عيد الفداء صلاة العيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عيد الأضحى هو أحد العيدين عند المسلمين، ويوافق يوم العشر من ذى الحجة بعد الانتهاء من الوقوف بعرفة أهم ركن فى الحج ويسمى بالحج الأكبر. وأفضل يوم طلعت عليه الشمس، وأكثر يوم يعتق الله فيه رقاب من النار. ويوم عرفه أفضل دعاء كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، وصيام عرفة يكفر سنتين من الذنوب سنة ماضية وسنة مقبلة. وعيد الأضحى يذكرنا بقصة الفداء العظيم قصة إبراهيم الخليل مع ابنه الذبيح إسماعيل عليه السلام، لقد ضربا إبراهيم وإسماعيل أروع الأمثلة للتضحية والفداء، كيف ألاب يذبح ابنه الوحيد الذى جاء بعد أن بلغ الأب من العمر عتيًا، وكان فى السادسة والثمانين من عمره وجاء الولد بعد طول انتظار وشوق، ومع ذلك يرى الخليل عليه السلام فى المنام أنه يذبح ولده، ونحن نعلم أن رؤيا الأنبياء وحى من عند الله، ويضرب الخليل المثل والقدوة فى الامتثال لأوامر الله وتنفيذ هذه الرؤية، ويعرض الأمر على الابن، ويصور القران هذا المشهد المؤثر والعميق، قال الله فى محكم التنزيل (فلما بلغ معه السعى قال يأبنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى) لقد رأى الولد ما رأى أبيه من الطاعة لأمر الله والامتثال بدون تردد، ليضربا المثل فى التضحية والفداء، ولذلك سمى عيد الأضحى، ونزل الحل من السماء (وفديناه بذبح عظيم) كانت عناية السماء رحيمة على الأب والابن، ولذلك شرعت الأضحية سنة للقادر لتذكر هذا الموقف فى الفداء والتضحية. ولقد جاء فى السنة المطهرة أحاديث كثيرة توضح أهمية يوم الأضحى ومنزلته العالية بين أيام العام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام، وهى أيام أكل وشرب) ولعيد الأضحى أسماء كثيرة منها: يوم النحر بسبب ذبح الأضاحى من الإبل والبقر والغنم، ويسمى فى مصر والأردن وفلسطين وتونس والعراق العيد الكبير، وفى البحرين عيد الحجاج، وفى إيران عيد القربان.

وتبدأ احتفالات عيد الاضحى بأداء صلاة العيد فجر أول أيام العيد، وبعد انتهاء الصلاة ينتشر المسلمون لذبح الأضاحى وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، تطبيقًا
للآية الكريمة (إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وأنحر) أى بعد الانتهاء من صلاة العيد. ما أحوجنا ونحن فى ذكرى العيد أن نستحضر قصة الفداء والتضحية، ونأخذ الدروس والعبر، فالتضحية صفة نبيلة، وعاطفة عميقة نحتاج إليها فى هذه.

الأيام العصيبة التى تمر بها مصرنا الحبيبة مرحلة البناء والتنمية، مرحلة بذل الجهد والتفانى فى خدمة الوطن، مرحلة اكتشاف المعدن الأصيل للمصرين، إن عيد الأضحى فرصة لاسترجاع معانى البذل والعطاء، والتضحية بكل غال ونفيس فى سبيل الوطن. كل عام وكل المصرين والأمة العربية والإسلامية بخير، وندعو الله أن يرجع الحجاج فى جميع مشارق الأرض ومغاربها إلى أوطانهم سالمين مغفور لهم، وأن يبلغنا الوقوف بعرفات فى الأعوام القادمة إن شاء الله.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة