سامح جويدة

وجوه الثوار وإعلام الفلول

الإثنين، 20 يناير 2014 09:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسمع كلامك أصدقك، أسجل مكالماتك أكرهك، أشوفك فى التليفزيون أستعجب، فإذا كان أسرع طريقة لإسعاد الزوج هو معدته فإن أسرع طريقة لكشف السياسى هو هاتفه، لذا علينا أن نسمع مكالمات كل السياسيين قبل أن نصدقهم وأن نتصنت على المسؤولين قبل أن نعينهم وأن نعرف تاريخهم مع السماعة وهل كان تاريخا مشرفا أم مقرفا مليئا بالبطولات الوطنية أم بالقصص النسائية، فكلنا يعلم بأن لكل سياسى وجهين.. الأول يضحك فيه لنا والثانى يضحك به علينا لذلك كان على الدستور الجديد أن يقر التجسس على السياسيين والمسؤولين والناس العاديين بمادة دستورية تحلل الحرام وتبطل الكلام، أرسطو يؤكد أن (الإنسان حيوان سياسى) وأن الحياة السياسية غابة متوحشة البقاء فيها «للأندل» وليس للأفضل فهى معارك لا تعرف الفضيلة والأخلاق بل تعرف المخادع والأفاق لذلك ينطلق الفلول الآن على جواد جانح وبسيف جامح لينتقموا من كل رموز الثوار الذين أسقطوهم من قبل وسواء كنا من مشجعى عضلات الفلول أم نتعاطف مع قدماء الثوار فنحن فى معضلة أخلاقية وأزمة ضميرية، فهل نتجسس على الناس لنكتشف خيانتهم أم أن الخيانة هى التجسس على الناس؟ وهل يتجسسون علينا جميعا ومن هؤلاء الذين يتجسسون؟، قديما قال شوقى إذا أصيب القوم فى أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا، ولكننا الآن نقيم برنامجا طويلا فما أسعد هذا الشعب بإعلامه ورجاله وفلوله وثواره ليضافوا إلى الإخوان والإرهاب وهذه الحرب التى يشنها الجميع على الجميع لتحرقنا جميعا فى النهاية.

أتصور أنى لست الوحيد الذى أقف يائسا حزينا على حال هذا الوطن وكيف تفرغ كل من فيه للصراع على السلطة والكراسى، ولكن أكثرنا يأسا وألما هم شبابنا الصغير وهذه العقول والقلوب البريئة التى تتفتح الآن على هذا العبث المشؤوم وهذه الحرب القذرة التى يصر فيها الجميع على تدمير كل شىء، فلا هذه هى الثورة ولا هؤلاء هم الثوار ولا هذا إعلام ولا هؤلاء إعلاميين ولا هذا إسلام ولا هؤلاء إسلاميين، بل مجرد شخوص مشوهة لا نعرف من يحركها ويمولها لخراب هذا الوطن وتحطيم إرادة أبنائه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

أيمن سعد

تحية من القلب لكتاباتك المحترمة

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

مقال رائع كالعاده - انهم ايضا يحاولون خدمة الامريكان بدق اسفين بين ثورتى يناير ويونيو

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس محمد فرج

صدقت و الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة