هشام الجخ

احذروا هذه الكلمة.. «ما هى خربانة خربانة»

الإثنين، 23 سبتمبر 2013 07:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طيلة الثمانية عشر يوماً التى قضاها الشعب المصرى فى ميدان التحرير إبان ثورة يناير، كانت الآراء متضاربة والنقاشات السياسية متباينة ومختلفة، والاتجاهات تحمل أكثر من مَنْحَى وأكثر من نقطة تفرّع.. ولكن الحقيقى الذى لا جدال فيه، هو أن المتظاهرين - جميعا - كانوا قد حسموا أمرهم فى عدم إمكانية التراجع للوراء.
أسباب عدم التراجع كانت تختلف من شخص لآخر.. سأحدثكم عن أسبابى أنا الشخصية.. أذكر يوم الثلاثاء الموافق 1 فبراير 2011، بعد أن اكتمل أول أسبوع لاحتشاد الناس فى ميدان التحرير، خرج علينا «مبارك» بخطابه العاطفى الشهير، والذى عُرف فيما بعد بخطاب «أموت فيها».. لقد تأثرتُ أنا شخصيا بالخطاب جدا، وكنت وقتها فى الميدان فتركته وعدتُ إلى مدينة نصر، واجتمعت وأصدقائى على مقهانا المعتاد.. فى المقهى بدأنا نتدارس الموقف.. معظم أصدقائى كانت آراؤهم تتجه نحو الصمود وعدم مغادرة الميدان، وضرورة رحيل «مبارك».. ولكن أسبابهم ودوافعهم وإصرارهم على رحيل الرجل، كانت تختلف تماما عن أسبابى ودوافعى.
عندما قامت الثورة كنتُ أنا وجها معروفا إلى حد ما.. وكنتُ قد أعلنت انتمائى بشكل كامل لميدان التحرير.. وكانت قصائدى تُغنى فى الميدان فى وجودى وحتى لو لم أكن موجودا.. وبناءً عليه فإن فشل ثورة يناير واستمرار نظام «مبارك»، كان سيؤدى - وبشكل حتمى - إلى اعتقالى مدى الحياة أو ربما تصفيتى جسديا.
لم يكن هذا هو السبب الوحيد الذى جعلنى أعود للميدان، وإنما فكرة الأمل، التفاؤل الذى كان يسيطر علينا - آنذاك - وشعورنا أننا قادرون على التغيير وصناعة مصر جديدة، والخلاص من الفساد والإهمال والاحتكار والبطش، وكل الأشياء التى كانت توجعنا وتؤرقنا كمصريين.
هذان هما السببان اللذان كانا يسيطران على رأسى طيلة ليلة الأربعاء، ويدفعانى إلى العودة للميدان مرة أخرى.. حتى جاء الصبح، واستيقظنا جميعا على «مهزلة الجمل»، فحسمنا أمرنا وعدنا للميدان بدون انتظار أسباب.
أكتب مقالى هذا لأتحدث عن السبب الأول «الخوف من الاعتقال والتصفية والإقصاء».. هذا السبب مهم جدا، وربما كان محركا رئيسيا «الآن» لعدد كبير من الشباب الذين يشاركون فى مظاهرات الإخوان المسلمين.. أقول لقيادات مصر الحالية: لقد انحزتم إلى الفئة الكبرى والغالبية العريضة من الشعب المصرى، ولكن هذا لا يميط عنكم مسؤوليتكم تجاه الفئة الأخرى مهما صغر حجمها أو ضلّ تفكيرها.
أقول لقيادات مصر الآن: واجب عليكم طمأنة الشباب، وبث روح التفاؤل والثقة فى عدم ملاحقتهم أمنيا، ومحو شعور الخوف الذى كان يبثه الإخوان فى صدورهم من خلال خطاب منصة «رابعة»، والذى كان يؤكد لهم أنهم سيلاحقون أمنيا إذا ما رحل «مرسى»..
أقول للقيادات الحالية: لابد من القضاء على فكرة «ما هى خربانة خربانة» التى تسيطر على الشباب المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين، ولابد من الاهتمام بالإعلام البديل.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة