هشام الجخ

المجاهدون على الفيس بوك!!

الجمعة، 30 أغسطس 2013 12:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم تقبلنا لحالة الاستقطاب المفرطة التى يمر بها الشعب المصرى فى هذه الآونة.. ورغم أن الفئة المثقفة فى مصر والقارئة للتاريخ تعلم جيدا أنها مرحلة طبيعية لكل الشعوب حديثى العهد بالديمقراطية وحديثى العهد بالإعلام البديل الذى لا يخضع للسيطرة ويقوم بالترويج لكل شيء ونقيضه فى ذات الوقت.. ولكن هناك مبادئ عامة وثابتة وواضحة لا يمكن الخروج عليها أو التغاضى عنها أو التنازل عن إحداها بأى مبرر كان.
مثلا.. أنا أقبل فكرة الحرية.. وكل الناس يقبلون فكرة الحرية كلٌ بقدر علمهم وأسلوب تربيتهم وثقافتهم.. ولكن لا يمكن أن تطال الحرية مواضع معينة يعتبرها المجتمع خطوط حمراء بحجة الحرية.. ولا يمكن أن يروّج الإعلام البديل لأفكار هادمة لأعمدة المجتمع سعيا خلف أفكار تبنى أمور فرعية فى المجتمع لأن الأمور الفرعية التى ستُبنى على حساب ثوابت المجتمع وأعمدته لن تجد مجتمعا - أصلا - لتقوم فيه.
أكتب مقالى هذا وأنا أعانى من الإعلام البديل - وهو لفظ أطلقه الناس على مواقع التواصل الاجتماعى على الإنترنت - حيث أصبح كل مواطن الآن على هذه المواقع له منبر وجمهور وتابعون ومريدون.. وأصبح المناخ الفكرى على هذه المواقع مشوشا ومشوها ومغايرا للحقيقة فى معظم الأوقات ومكتظا بالشائعات والصور والفيديوهات «المفبركة» وأصبح الجمهور العادى والبسيط يرى - يوميا - الشيء ونقيضه ولا يدرى أيّ طريق يسلك وإلى أى فئة ينحاز.
حتى المثقفون والشخصيات العامة والذين كانوا - قبل ظهور الإعلام البديل - هم الممثلون للرأى العام فى مصر للأسف أثر عليهم هذا الإعلام وانقسموا بشكل غريب وخطير ومخرّب.
لا أتصور كيف ظهرت فئة كبيرة من الناس «أصحاب الشهادات العليا» يخرجون على مواقع التواصل الاجتماعى ويقولون إنهم يرفضون «مرسى» ولا يحبون «جماعة الإخوان» ولكنهم يصرون على عودة «مرسى» ولو بالقتال وذلك من أجل صندوق الانتخاب والسبع ساعات التى وقفوها فى طابور الانتخابات.
أولا: هذه الفئة من الناس لن تقاتل وإنما هى تتحدث فقط وتبث الفتنة فى المجتمع المصرى فقط وستكون آخر من تلتهمهم نار الفتنة التى يحاولون إشعالها على حين أن خلفهم بعض مريديهم الذين سيندفعون خلف كلماتهم الوضاءة والبراقة ويلقون بأنفسهم فى آتون الفتنة.
ثانيا: هذه الفئة تعلم جيدا أن الدكتور مرسى لن يعود ولكنهم يحاولون الانتقام ممن أقصوه دون أن يتركوا لأنفسهم الفرصة فى البحث عن أسباب إقصائه.. وستجدهم يطالبون بعودته ثم يقولون نحن نعلم أنه لن يعود ثم يقرّون بضعفه وبرغبتهم فى عدم عودته ثم يطالبون بعودته مرة أخرى.. ويستمر الجدال.
ثالثا: هذه الفئة لا تدرك أنها تدمر مصر باستمرارها فى حالة بث الروح العدائية ناحية الجيش المصرى وتستدرج مصر - فقط لمجرد العناد - إلى نموذج سوريا.
رابعا:هذه الفئة ستتمنى فى يوم من الأيام - لو استمروا على هذا الطريق الخراب - أن يقفوا ساعات وساعات فى طوابير الانتخاب مرة أخرى بدلا من العيش فى بلد تسيطر عليها الفتنة الطائفية والحروب الأهلية - لا قدر الله - ووقتها سنقف فى طوابير لننال بعض الزيت أو الدقيق أو ربما بعض الماء. أقول لهذه الفئة المغيَّبة والمغيِّبة: إن مصر لا تحتمل - الآن - كل هذا اللغط وهذه السفسطة السياسية وإن استمراركم فى النفخ فى النار باسم الدين والشريعة والشرعية - وما شابه من المسميات التى نحترمها جميعا - لن يعيد مرسى إلى الكرسى ولن يكون هناك أصلا كرسى لأحد.
على أصدقائنا «المجاهدين على الفيس بوك» أن يلقوا بأسلحتهم قليلا ويعودوا خطوة للوراء من أجل مصر ولا يتمادوا فى عنادهم المدمر.
لقد بدأنا نرى إخوة يتخاصمون وأزواجا يطلقون زوجاتهم وأبناء يعقون آباءهم من أجل هذا الاستقطاب المفرط ولو استمر الحال هكذا ستنتهى مصر وستكون فريسة سهلة لأى عدو حتى لو كان ضعيفا.
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة