هشام الجخ

أيها النائمون.. نحن نواجه العطش!!

الثلاثاء، 16 يوليو 2013 06:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رُوِىَ فى طرائف العرب أن رجلا ذهب إلى أحد أئمة عصره وسأله: يا إمام.. حين أستحم فى البحيرة.. أجعل وجهى للقبلة أم دبرى للقبلة؟ فأجابه الإمام مبتسما: حين تستحم فى البحيرة اجعل وجهك لملابسك كى لا يسرقها اللصوص.. هذه الطُرفة تعلّمنا درسا مهمًا وهو الاهتمام بأولويات الأمور وعدم الانسياق خلف سفاسف الأمور وصغائرها.
مصر فى هذه الأيام تمر بكارثة بدأت بشائرها فى الأفق.. إن منسوب مياه النيل فى انخفاض مستمر وملحوظ.. يصل إلى السنتيمتر الواحد يوميا.. وهى نسبة كبيرة ومفزعة.. واستمرارها يشكل فاجعة ومصيبة للشعب المصرى.. مصيبة حقيقية.. مصيبة أكبر بكثير من عودة رئيس تم عزله بقوة الشعب أو حتى بقوة الجيش، مصر الآن تحتاج للصمت الكامل والهدوء والتركيز وتحديد الأولويات.. إن الهرج والمرج السائد فى الشارع الآن لا يفيد إلا أعداء مصر.. والانتصار الوهمى لأى طرف من الأطراف المتنازعة هو فى الحقيقة إضعاف للمقدرة الحقيقية للدولة على الدفاع عن نفسها ومصالحها.
نحن نواجه موقفا صعبا من الدرجة الأولى واختبارا حقيقيا لمعدن الإنسان المصرى.. المصريون الآن فى مواجهة مع أعداء يريدون قتلهم.. والحديث عن أى من الأمور الفرعية الأخرى هو خيانة عظمى سيدفع ثمنها كل الشعب المصرى.. لقد استغل أعداؤنا حالة التخبط والاضطراب التى مرت بها مصر منذ ثورة يناير أبشع استغلال.. وأشعلوا نار الفتنة والفُرقة بين فصائل الشعب المصرى التى لم تتفرق طيلة تاريخها.. وأخذوا يحيكون المؤامرة بدقة وبإتقان ونحن مشغولون فى صراعاتنا السياسية الحمقاء والعقيمة.. والآن يفرضون علينا الوضع بسلطة الأمر الواقع.. ولتتمكن مصر من تغيير هذا الأمر الواقع لابد لها من الاستقرار الداخلى وترتيب البيت من الداخل لكى تستطيع مواجهة التحديات الخارجية. نحن نواجه العطش غير بعيدين عنه.. وإن لم تتكاتف جهودنا الآن فلنستعد لمجاعة العصر الفاطمى مرة أخرى. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة