هشام الجخ

ليست هذه هى الشفافية يا سيادة الرئيس..

الجمعة، 28 يونيو 2013 09:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما كنتُ صغيرا أيام المدرسة كنتُ أشعر بسعادة بالغة عندما يذكر المدرس اسمى.. وكنتُ أمعن فى التصرف الذى جعل المدرس يذكرنى سواء بالحسن أو بالسوء.
وعندما كنتُ صغيرا كانت أسعد لحظاتى هى أن يذكر مدربى اسمى أمام الفريق وكنت أشعر بالتميز وبأننى شخص مؤثر وموجود لدرجة أن يجرى اسمى على لسان المدرب شخصيا.
وعندما كبرتُ تعلّمت ألّا أناطح من هم أقل منى.. وأن أتجاهل أى إساءة تأتى لى من قبل أشخاص ليسوا على درجة كبيرة من الأهمية.. لأن اهتمامى بهذه الإساءة سوف تجعلهم يشعرون بالنجاح وبالتأثير وسيزيدون من إساءاتهم لكى يزيدوا من اهتمامى بهم.
وعندما كبرتُ أكثر.. وسمح لى سنى وعملى وعلاقاتى أن أجالس وأصادق بعض المناصب العليا.. وفى إحدى الجلسات الخاصة.. قال لى صديقى وكيل النيابة: إنه لا يخاطب المجرمين العتاة والمسجلين خطر بأسمائهم أبدا أثناء التحقيق.. وعندما سألته عن السبب قال إن سماع المجرم لاسمه على لسان وكيل نيابة وأثناء التحقيق معه يُشعره بالزهو والأهمية والحميمية أحيانا.. وهذا يجعله قويا أثناء التحقيق معه ويزيل رهبة وجوده فى سراى النيابة وأمام وكيل النيابة.
وأنا أسأل سيادة رئيس جمهوريتنا الموقر.. كيف سيقع ذكر اسم البلطجية -الذين ذكرهم هو شخصيا فى خطابه على الملأ– فى صدورهم؟
وماذا يتوقع سيادته من بلطجى تافه وجاهل عندما يسمع سيادة رئيس الجمهورية شخصيا يذكر اسمه ويناطحه رأسا برأس؟
وهل هذه هى الشفافية التى أرادها الشعب المصرى؟
وهل هذا سلوك يتناسب مع رئيس دولة كبيرة ومحورية فى حجم مصر؟
هل يعلم سيادته أن كل وكالات الأنباء العالمية كانت تنقل حديثه على الهواء مباشرة وأن هذه الوكالات قد تبحث عن هؤلاء البلطجية لتقيم معهم حوارات صحفية من باب الفضول الإعلامى؟
هل يعلم سيادته أنه صنع -فى لحظة- نجمين كبيرين فى عالم البلطجة والإجرام اسمهما «فودة وعاشور»؟
أقول لسيادته إن الشفافية التى أرادها الشعب المصرى هى شفافية الأرقام وصدق المؤشرات والخطط المستقبلية وليس الحديث عن البلطجية وأماكن تواجدهم التى يستحى «معاون مباحث» فى قسم صغير أن يذكرهم فى وسائل الإعلام المحلية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة