محمد بركة

لا تكرهوا الإخوان!

الخميس، 27 يونيو 2013 06:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أرَ الناس فى بلادى يكنون كل هذا الغل لجماعة من قبل.. لم أرَ صدورهم تكاد تتميز من الغيظ تجاه فصيل سياسى هكذا.. فارق ضخم بين شعورك بأن شخص ما أخطأ فى حقك، وبين شعورك بأنه أخطأ فى عرضك وشرفك.. مصر المنتهكة من «حماس» وجماعات التكفير تتألم.. وادى النيل الذى صار تحت وصاية الإرهابيين المتقاعدين يئن.. أرواح الشهداء تتململ فى عالم الأسرار، وهى ترى حلم الحرية والكرامة استحال إلى كابوس ظلامى. حين خرج الناس فى 25 يناير، لم يكن يحركهم كل هذا القدر من الكراهية.. كانوا يمتلئون بالغضب تجاه النظام الذى تيبست أطرافه من الشيخوخة والفساد، لكن لم يكن يعتمل فى نفوسهم كل هذا التوعد والتربص.. فى 25 يناير كان الشعب مثل رجل ثار حين نزل من بيته فوجد البلطجية حطموا جزءا من سيارته، أما فى 30 يونيو فالرجل لم يجد سيارته أصلا، وحين بحث وجدها مقطعة مفككة تباع «خردة»! هذا هو الفارق الذى لن يدركه عجائز كهف الإرشاد أبدا.. ولهذا بالضبط أشعر بالتعاطف مع شباب الجماعة وقواعدها من البسطاء والغلابة.. إنهم مثل الشعب ضحايا الفكر التكفيرى الإقصائى للشاطر وعزت وبديع وغزلان.. الفارق الوحيد أن الشعب عرف الحقيقة، أما هؤلاء فلا يزالون يساقون إلى موارد التهلكة تحت زعم الشهادة والجهاد، بينما قيادات التنظيم يرفلون فى الفيلات الفخمة، ويجلسون على المقاعد الوثيرة للسيارات الفاخرة التى يكفى ثمن الواحدة منها مئات الأسر «الإخوانية» لكى تحيا حياة كريمة. لا تكرهوا الإخوان، فقد عاش شبابها حلما جميلا سقاه لهم قادة الظلام والانتهازية، تارة باسم الخلافة، وتارة باسم أستاذية العالم.. اخرجوا يوم 30 يونيو.. أسقطوا الطغيان.. اثأروا لثورتكم المغدورة من لصوص الشعوب وسارقى الفرح.. لكن لا تكونوا قساة مع عموم أبناء الجماعة، فهم مثلهم مثل جنود الأمن المركزى، ومتى كانت معركتنا مع الجنود الغلابة المأمورين؟!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة