حقيقى وبعيداً عن أى شبهة هزار أو سخرية، أتساءل بمنتهى الجدية: ما سر هذا الاحترام الخاص الذى يكنه د. مرسى للتوك توك؟ جميعاً نذكر كيف أنه فى نفس ليلة إعلان نتيجة فوزه بالرئاسة وجه كلمة للشعب أثنى فيها بحرارة على السادة سائقى التوك توك متناسياً علماء البلد ومفكريها ورموزها ومن وقتها لم يدخر الرجل أى مناسبة لتكرار التحية وآخرها حواره مع عمرو الليثى حين قسم مصر إلى طبقتين إحداهما تقود سيارة والأخرى توك توك.
السؤال يشغل بالى فعلاً ليس فقط لأننى أرى فى التوك توك رمزاً للفوضى والابتذال والقبح والانفلات الأمنى والدوس على ما تبقى من هيبة الدولة، بل لأن الريس خدعنا ولم يتخذه شعاراً لحملته الرئاسية إياها!
لأننا مثل القطط نأكل وننكر، لم نحمل المعروف ولم نعترف بالجميل للناس المحترمين الكُمّل الذين حاصرونا بشعارهم الرنان: نحمل الخير لمصر، فحق علينا أن يكون الرد: نحمل الدهس لمصر!
عندما يتحمس معالى الدكتور هشام قنديل لنسج أواصر المحبة مع رئيس الوزراء العراقى المالكى الذى يقمع الاحتجاجات الشعبية هناك إرضاءً للأمريكان والإيرانيين، فإن هناك تعليقين الأول فصيح والثانى بلدى، أما الفصيح فهو: الطيور على أشكالها تقع، والبلدى: إتلم المتعوس على خايب الرجا.
من يقولون إن النظام السابق عاد على يد الإخوان بكامل طاقته وحيويته وأن الثورة طلعت فوتو شوب، ومشروع النهضة طلع فنكوش أقول لهم: كفاكم تجنياً، ألم تلحظوا التغيير فى مؤسسة الرئاسة التى كان شعارها أيام المخلوع: «أجيب لكم منين»، فأصبح شعارها الآن: والنبى لنكيد العُزال.
