هشام الجخ

عرفات جرادات

الجمعة، 01 مارس 2013 10:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن – مواليد السبعينيات – لنا ذكريات خاصة جدا مرتبطة بالفترة التى عشناها.. هذه الفترة تختلف كليا عن الأيام التى نعيشها الآن.

ما زلت أذكر أشياء تخص فترة الطفولة.. «ماما نجوى إبراهيم» والجميل «سيد عزمى الشهير بـ بقلظ» و«بابا ماجد عبدالرازق» وسينما الأطفال.

أذكر صوت المذياع صباحا وأنا أرتدى ملابس المدرسة ويداى ترتعدان من البرد.. «كلمتين وبس» و«طريق السلامة» و«همسة عتاب» و«قال الفيلسوف».. ما زلت أذكر الإعلانات القديمة وأحفظها عن ظهر قلب. أذكر أيام «الشقاوة» والمراهقة وأفلام «أميتاب باتشان» و«بروس لى» ونجومى المصريين المفضلين – آنذاك – «سهير رمزى» و«هياتم». وأذكر تنبيهات والدتى – رحمها الله – لإتمام واجباتى المدرسية قبل صلاة المغرب وحلول الظلام لأن الكهرباء كانت تنقطع عن مدينة سوهاج يوميا لمدة لا تقل عن خمس ساعات. ما زلت أذكر بدايات الفكر الثورى الذى نشأ بداخلى من الاحتكاك بمثقفى حزب التجمع والحزب الناصرى والجماعات الإسلامية. أذكر التليفزيون – الأبيض وأسود – وأذكر القناتين الوحيدتين – الأولى والثانية – ومذيعات الربط «سهير الأتربى» و«سلمى الشماع» والسبعة برامج الشهيرة والوحيدة وقتها «الشيخ الشعراوى» و«العلم والإيمان» و«حديث الروح» و«جولة الكاميرا» و«اخترنا لك» و«زووووم» و«حياتى».. هذا بخلاف مباراة الدورى يوم الجمعة عصرا عقب برنامج «الشيخ الشعراوى».

وأذكر جيدا نشرة التاسعة مساء.. أذكرها أكثر من أى شىء آخر.. ربما لأنها كانت آخر ما يُسمح لى بمشاهدته فى التلفاز قبل النوم.. أو ربما لأننى كنت مكلفا بقراءة فقرة الأخبار فى الإذاعة المدرسية يوميا.. أو ربما كانت هى النشرة الوحيدة الموجودة فى التليفزيون المصرى آنذاك.. لا أذكر بالتحديد.

المهم.. أننى أذكر النشرة وأكاد أذكر الأخبار وقتها أيضا.. وأسماء الوزراء والأحداث الجارية.. لم يكن وقتها هناك هم للشعب المصرى ولا للشعوب العربية كلها إلا هم «فلسطين».
كانت «فلسطين الأبية» وقتها هى قرة عين كل عربى وكل مسلم.. كانت الصحافة لا تنفك تكتب عن المجازر التى تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى فلسطين. كان العرب – آنذاك – على قلب رجل واحد تجاه هذه القضية.. وكان الفلسطينيون أنفسهم – آنذاك – على قلب رجل واحد تجاه قضيتهم. أما اليوم – وبكل أسف – اختفت فلسطين من على قمة أولويات الشعوب العربية.. وانخرطت الشعوب العربية فى نزاعات «غريبة» شغلتهم عن قضيتهم الأولى.

لقد نجح العدو الصهيونى أن يشغل الأمة العربية فى قضايا أخرى.. وأن يحول وجهتهم من القضية الفلسطينية – التى هى أصل النزاع العربى الإسرائيلى – إلى نزاعات أخرى معظمها نزاعات عربية عربية. وأقول للأصدقاء الذين يهاجمون كل من يتحدث بمنطق المؤامرة.. أقول لهم «نعم».. هناك مؤامرة.. وإذا كنتم لا ترون المؤامرة التى تُحاك ضد الشعوب العربية ومحاولات التغييب الفكرى الدائمة للشعوب العربية وإلهائها فى قضايا أخرى بعيدة عن قضية «فلسطين» فأنتم تحتاجون لمعالجة بصائركم لكى تروا جيدا. أسأل حضراتكم: من منكم يعرف «عرفات جرادات»؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة