عبد الرحمن يوسف

يسقط الكابتن الجوهرى..!

الأحد، 17 فبراير 2013 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن أفضل مدربى كرة القدم فى مصر على مدار التاريخ كان الكابتن «محمود الجوهرى» رحمه الله، وسبب ذلك أنه استطاع أن يصل بمنتخب مصر إلى نهائى كأس العالم، واستطاع أن يحقق معه العديد من الإنجازات، بالإضافة إلى تاريخه الحافل مذ كان لاعبا إلى أن توفاه الله، بعد رحلة طويلة فى العديد من الدول.

قد يغضب منى البعض إذا قلت إننى لم أكن أحب الكابتن «الجوهرى»!
ولكن الحقيقة أننى كنت أرى أن «الجوهرى» فكرة، وهى فكرة سيئة جدا، بمعنى أن يفترض شعب كامل أن الخلاص عند شخص، وأن رجلا ما يملك مفاتيح الحلول لكل المشاكل، ولا أحد سواه يملك هذه الحلول.

يتولى الكابتن «الجوهرى» موقع المدير الفنى للمنتخب الوطنى، ثم يقال لسبب أو لآخر، ثم يظل اسمه سنوات وسنوات يتردد لكى يتولى المسؤولية مرة أخرى، ويتولاها بالفعل، ثم يقال، ويظل اسمه (اسمه هو فقط) يتردد لكى يعود، وكأن الله لم يخلق سواه.

الكابتن «محمود الجوهرى» شخصية عظيمة، ولا ذنب له أنه رجل متفوق فى مجاله، ولا يعيبه أنه قد حقق نتائج جيدة أسعدت الناس، المشكلة فى الذين يحاولون أن يصوروا للشعب أن الله لم يخلق سوى «الجوهرى»، ولا يتيحون، بضيق أفقهم، فرصة لمدربين آخرين ربما لو أتيحت لهم الفرصة لكانوا أعظم منه.

مشكلة الكابتن «محمود الجوهرى»، رحمه الله، أنه قد طبع أداء الكرة المصرية بطابع سلبى دفاعى، وكأنه قد بنى سقفا لطموح اللاعبين والجماهير، إنه أنموذج لعصر كامل ماتت فيه طموحات المصريين، وأصبحوا يرون فى هدف «مجدى عبدالغنى» فى هولندا غاية الأمل، مع أن هذا الهدف كان من ضربة جزاء، وليس فيه أى مهارة أو جمال أداء، كما أنه لم يحقق للمنتخب الوطنى أى شىء، فقد خرج المنتخب من الدور الأول، وكفى الله المؤمنين القتال!
أسوأ ما يحدث الآن فى الحياة السياسية أننا نستنسخ حالة «محمود الجوهرى» سياسيا، فنستخرج «الجنزورى» من أجداث الماضى لكى يرأس وزارة، وكأن الله لم يخلق سواه، وإذا تجرأ أحد على الاعتراض نرى ألف أفاك يعيرنا بأداء «عصام شرف» و«هشام قنديل»، وكأن مصر ليس فيها إلا العجائز أو العجزة!

أيها السادة.. ارحموا هذا البلد، وانظروا فى الكفاءات الشابة من حولكم، واتركوا «محمود الجوهرى» يرقد فى سلام.

عاشت مصر للمصريين وبالمصريين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة