هشام الجخ

أنا لا أكيل بمِكيالَين

الإثنين، 23 ديسمبر 2013 06:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أذكر من فترة غير طويلة.. عندما استخدم الرئيس المخلوع (محمد مرسى) سيارات وأتوبيسات النقل الخاصة بالجهاز المركزى للمحاسبات والجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء وغيرها من مؤسسات الدولة فى نقل مناصريه من وإلى استاد القاهرة لحضور مؤتمرات الدعم الخاصة به وبدستوره.. أذكر أننى كنتُ واحدا من الذين هاجوا وماجوا وقلبوا الدنيا فى وسائل الإعلام واعتبروا هذا السلوك سرقة للمال العام وهدرا لموارد الدولة ونوعا من أنواع الفساد الذى قامت ضده ثورة يناير.

وأذكر من فترة غير طويلة أيضا.. عندما أخذت وسائل الإعلام المؤيدة للرئيس المخلوع (محمد مرسى) فى تجميل و(تجليل) مواد الدستور 2012.. أذكر وقتها أننى كنتُ واحدا من الذين اعتبروا هذا السلوك خداعا وتضليلا للرأى العام المصرى ومتاجرة بالبسطاء وعقولهم وقمعا لحرياتهم فى تقرير مصيرهم بنزاهة وشفافية وحرية كاملة. وأذكر من فترة غير طويلة (بنفس المقدار).. عندما كنتُ أسيرُ فى الشوارع فأجد لافتات كبيرة (يونيبول) على كوبرى 6 أكتوبر أو على الطريق الدائرى مكتوبا عليها (نعم للدستور).. أذكر فى هذه الفترة أننى كنتُ واحدا من الذين هاجموا هذا السلوك واعتبروه منافيا لمعنى الحرية.. وتساءلتُ كثيرا فى كل وسائل الإعلام عن مصدر هذه الأموال الطائلة التى تُنفق على الدعاية الخاصة بدستور (مرسى) 2012. التساؤل الذى يفرض نفسه الآن.. لكى لا أكون ممن يكيلون الأمور بمكيالين.. متى يتغير سلوك الشعب المصرى؟ ومتى تتغير سلوكيات القيادة المصرية؟ ومتى سنشعر بالتغيير الحقيقى بعد ثورتين قدمتا عددا هائلا من خيرة شباب الشعب المصرى؟ استخدام المال العام لدعم شعبية الدستور الجديد مازال موجودا بتفاصيله.. والإعلام المؤيد للحكومة مازال موجودا بتفاصيله..واللافتات الكبيرة والمكلفة المكتوب عليها (نعم للدستور) مازالت موجودة فى الشوارع فى نفس الأماكن وبنفس التصميم. كم ثورة يحتاج الشعب المصرى ليشعر بالتغيير؟ هذا هو السؤال.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة