هشام الجخ

الشعب يريد.. أن يعرف ماذا يريد!

الأحد، 24 نوفمبر 2013 06:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرصد فى هذا المقال نبض المقهى البسيط الذى أجلس فيه وأنقل لحضراتكم حديث أصدقائى وحديث الزبائن الآخرين.. وحديث العاملين فى المقهى. الحديث فى السياسة بدأ يفقد بريقه بالتدريج فى الشهرين المنصرمين، وأعتقد أن السبب فى هذا هو الملل والسأم الذى طرأ على المواطن المصرى من كثرة الجدال والوصول إلى لا شىء فى النهاية.. وربما كان السبب هو تكتل الأصدقاء ذوى الاتجاهات المتشابهة حول بعضهم البعض ونبذ المخالفين لهم «سياسيا» من طاولة الحوار، وبالتالى انعدم الجدال والخلاف الذى ساد المقهى المصرى طيلة ثلاث سنوات.
اليوم تستطيع أن تشاهد مجموعات الأصدقاء «الشِلّة» وقد توحدّت أفكارها تماما تجاه رأى معين «إما مع السيسى أو مع الإخوان» فى حالة من مصالحة الذات والاقتناع الزائف ومحاولة الهروب من الجدل والنقاش السياسى الكئيب والممل، المتحمسون لـ«السيسى» يرون أنهم غيرُ ملومين على المزايدة فى مناصرته حتى لو كان مخطئا، وذلك من منطلق أن مناصرى «الإخوان» كانوا يزايدون أيضا فى مناصرة «مرسى» فى فترة حكمه حتى ولو كان مخطئا. المتحمسون لـ«الإخوان» يرون «السيسى» قاتلا، والمتحمسون لـ«السيسى» يرون «مرسى» وجماعتَه قتلة وخونة ولم يناصروهم فى أحداث «محمد محمود» وهتفوا للمشير «طنطاوى» «يا مشير.. أنت الأمير». بعيدا عن المتحمسين وأصحاب الآراء المنحازة ووجهات النظر السياسية «الفلوزعية» يقبع السواد الأعظم للشعب المصرى يشاهدون سلوكيات الانحياز المفرط من الفريقين بملل واقتضاب وسأم وسخرية فى بعض الأحيان وترتسم على وجوهم كل علامات التعجب والتساؤل.. ماذا يريد هؤلاء وهؤلاء؟
أحد أصدقائى «المتحمسين لمرسى» كتب على صفحته فى «الفيس»: «السيسى» يستخدم كل أنواع القهر والجبر على الإعلام وسنستخدم نحن أيضا كل أنواع القهر والجبر على الإعلام عندما نقهر الانقلاب- بإذن الله- لأنها الوسيلة الوحيدة لاستقرار الوطن، فكتبت له فى التعليقات «علامة تعجب كبيرة»، وكتب أحد أصدقائى من «المتحمسين للسيسى»: لقد أثبتم يا جماعة الإخوان أنكم- بالفعل- شعب ونحن شعب آخر، فكتبت له فى تعليقاته «علامة تعجب أكبر». قال صديق: أنا لا أريد عودة «مرسى» ولكنى أرفض بقاء «السيسى».. وقال آخر: أنا أحب مصر وشعرت بالسعادة عندما انهزمنا «6-1».. وقال آخر: يسقط حكم العسكر ويحيا الجيش المصرى.. وقال آخر: مصر بلد الأمن والأمان واللعنة على رجال الشرطة.. وقال آخر: نطالب بعودة «مرسى» رغم فشله فى إدارة البلاد.. وقال آخر.. وقال آخر. فى النهاية.. تكتشف وببساطة أنك أمام حراك سياسى إيجابى فى بعض الأحيان ومضحك فى معظم الأحيان.. كل ما نتمنّاه هو عدم تأثير المناحى السلبية لهذا الحراك على المواطن المصرى البسيط.. أنا هنا أتحدث عن العاملين فى المقهى وليس عن الزبائن.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة