محمد بركة

الإخوان فى مصيدة هبة عبدالعزيز

الأربعاء، 23 يناير 2013 11:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس سهلاً أن تكتب عن النزق.. ليس سهلاً أن ترسم ملامح الإعصار الهائج بفرشاة فنان كسول.. صعب جداً أن تضع الغضب فى برواز ذهبى.. الأصعب أن تدعو نمرة الأدغال إلى حفلة فى الأوبرا الدخول فيها بالملابس الرسمية. فى كتابها «سياسة بالمكسرات» الصادر عن دار «بيت الياسمين» تقدم هبة عبدالعزيز مفهوماً جديداً للكتابة الساخرة يستعصى على التصنيف التقليدى. بورتريهات مكتوبة بحبر القلب لمن مارس الكذب فبات «عريان» أو خطف الثورة ليكون «شاطر» أو أطل من شرفة قصره المنيف فوجد الشعب مُكبلاً بقيود الوصاية الدينية فهتف: إنه حقاً يوم «بديع».. 70 نصاً قصيراً تتوالى مثل طلقات سريعة محملة بقنابل ضاحكة تنفجر فى وجه البلادة والغباء. تصفع الاستبداد ليفيق من غيبوبته ويعرف أن صوت المرأة ليس عورة.. «بل ثورة يا فالح».
هبة عبدالعزيز، الكاتبة الشابة قررت أن تُشمر عن ساعديها لتقول للأعور أنه أعور فى عينه.. سواء كان «العوار» يتمثل فى كاب عسكرى أو لحية مزيفة، أنت هنا أمام موهبة متوحشة لا تعترف ببرود الاحتراف، فالمقال يخرج ساخناً لأنه نضج كثيراً فى فرن القلب، والكلمات تمس روحك سريعاً لأنه من الروح للروح رسول، والمشهد القصصى يضحكك ويشجيك لأنه نتيجة مباشرة لأعصاب احترقت طوال الليل حتى يُطالعه مولانا القارئ فى الصباح. والجميل فى هبة أنها فى كتابها الضاحك الجرىء لا تفتح النار على الجماعة فقط، بل على الليبراليين والمعارضة أيضاً، لا تنحاز إلا للوطن، ولا تُيمم وجهها إلا شطر الثورة، ولا تقدم قهوتها إلا للثوار المعمرين بمياه التحرير. تقول عبدالعزيز فى مقدمة كتابها: «بين يدى حضرة مولانا القارىء شهادتى المتواضعة على السنوات القليلة الساخنة التى ارتبطت بالثورة «قبل وبعد» ولأن السياسة بشكل عام مهلكة، على رأى عمنا صلاح جاهين، رأيت أن أرش عليها بعض المكسرات وأسكب عليها قليلاً من العسل لعلها تصبح شهية المذاق وخفيفة على المعدة.. وحين تريد المؤلفة أن تُخفف قليلاً من غلواء السياسة، تتوجه بالنصيحة إلى كل صاحب كرش قائلة: الأجدى بك يا مكروش أفندى أن تُلقى نظرة واحدة على هذا الكيان الذى تربى فى عزك وانتفخ على الغالى ليحوى بين طياته كل ما لذ وطاب من أطعمة أعدتها لك المدام، داعياً المولى عزل وجل لأن يلهمها الصبر والسلوان، وتحت عنوان «أم أيمن كمان وكمان» كتبت تقول: «يعنى أقطع نفسى.. يعنى أموت نفسى.. فضلنا نحايل وندادى فى الأسياد شاكرين مهللين، اصرفوا عنا الأشباح واحمونا من خبث الإنس ولؤم الجان. وربنا فرجها بحل برلمان ما بعد الثورة فى طبعته الأولى! صحيح يا ولاد.. اللى بيخاف من العفريت يطلع له، «جاء خبر الإعلان عن تشكيل اللجنة التأسيسية لدستور مصر كالصاعقة خماسية الأبعاد وكأنك يا ابو زيد ما غزيت.. نفس الوجوه.. نفس الأداء.. نفس الدماغ.. يعنى نخرج الست أم أيمن من الباب تدخل لنا من الشباك، فهل سيظل الشعب يلعب حلق حوش.. وهل تستمر بنت حتشبسوت تصرخ بأعلى صوتها: توت.. توت. وتحت عنوان «السلف تلف والرد شطارة» كتبت تقول: «يا للهول.. فى هذه الأيام المفترجة حيث الدنيا ربيع والجو بديع وبدلاً من أن أشم النسيم، استقبلت باقة هائلة من الشتائم على بريدى الإلكترونى رداً على مقالى «سلفية بالمكسرات» وكأن ماسورة هيئة الاتصالات انفجرت فى وجهى مُحملة بنسائم التجريم ونفحات التكفير.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة