هشام الجخ

مصر اسمها «مصر» وليس «بلاد الغجر» يا غجر

الخميس، 17 يناير 2013 11:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما سيبدو موضوع مقالى هذا تافها بعض الشىء لبعض الأصدقاء من القراء.. سأبدأ القصة من البداية..

أذكر فى عام 2006 عندما استضافت مصر بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم وفى المباراة النهائية بين مصر و«ساحل العاج» قام أحد المعلقين الرياضيين المشهورين باستضافة رئيس البعثة الخاصة بدولة «ساحل العاج».. ونظرا لضعف المعلق المصرى فى اللغة الفرنسية فقد تكلم معلقنا الرياضى بالعربية وتكلم رئيس بعثة «ساحل العاج» بالفرنسية وقامت أجهزة الترجمة الفورية بعملها فى ترجمة الحوار ونقله لنا على شاشات التليفزيون.. وأثناء الحوار خرج رئيس البعثة عن السياق وطلب من المعلق المصرى عدم ذكر اسم دولته بصيغة «ساحل العاج» وأصرّ على ذكرها باسم «كوت دى فوار».. وكلمة «cote d>lvoire» بالفرنسية تعنى «ساحل العاج» بالعربية ولا تغيير فى المعنى ولكن الرجل أصرّ أن يُنطق اسم بلاده كما ينطقونها هم أنفسهم.

المعروف عن دولة «كوت دى فوار» أنها كانت تحت الاستعمار الفرنسى قرابة الستين عاما حتى نالوا استقلالهم فى عام 1960م. وقد تشبّع أهلها بالفكر والحضارة الفرنسية، حيث كانوا لا يملكون حضارة ولا فكرا بديلا باستثناء الإسلام والذى كان مضطهدا فى كل دول العالم - بما فيها الدول الإسلامية ذاتها - فأصبح شعب «ساحل العاج» لا يملكون هوية إلا الهوية الفرنسية ولهذا تمسّك رئيس بعثتهم - وبقوة - بموضوع نطق اسم بلاده كما ينطقها مواطنو بلده بالفرنسية وعدم نطقها بالعربية.

إذن نحن أمام دولة وليدة.. لا تاريخ لها.. ولم يُذكر اسمها فى أى من أمهات الكتب حتى.. وبرغم ذلك وجدنا أهلها يغارون على اسم بلدهم ويصرّون على ترديده بلغتهم.. رغم أن الأسماء الأخرى لا تغيّر معنى الاسم.
وماذا عن مصر؟؟

لن أسهب أو أطيل فى ذكر مكانة مصر تاريخيا وجغرافيا وسياسيا واستراتيجيا ودينيا وعلى مستوى كل المناحى والأصعدة، ولكنى سأتطرق لكلمة «Egypt» التى لا تعنى «مصر» ولا تشبهها فى النطق ولا ندرى من أين جاءت هذه الكلمة الغريبة إلى لسان أوروبا وانتشرت منه إلى جميع بلدان العالم. «Egypt» فى اللاتينية القديمة معناها الغجر.. الغجر هنا ليس فصيلا سكانيا، وإنما صفة قبيحة للشعوب غير المتحضرة.

ولكى نشرح معنى كلمة الغجر فى علم الأنثربولوجى كفصيل سكانى فهو يخص أهل «روما» والبربر أيضا كفصيل سكانى فهو يخص أهل «ألمانيا والنمسا».. ولكن كلمة «الغجر» كوصف للشعوب ذات السلوك غير المتحضر وغير الراقى هو المقصود من كلمة «eagypti» باللاتينية القديمة وهو منشأ وسبب إطلاق الاسم على «مصر».

لم تحدد كتب التاريخ متى أُطلق هذا الاسم على مصر وفى أى عصر من العصور.. ربما أطلقه الفرنسيون فى حملة لويس التاسع على مصر سنة 1250م.. أو ربما أطلقه الفرنسيون والإنجليز على مصر فى حملاتهم الأخيرة فى نهاية القرن الثامن عشر.. لا أحد يدرى.. ولكن أيا كان التوقيت الذى أطلق فيه الغرب هذا الاسم على كنانة الله فى أرضه.. فإنه اسم مهين وسُبَّة فى جبين المواطن المصرى ويجب للغرب أن يعتذروا عنها.. ويجب على الحكومة المصرية الجديدة أن تعمل على تغيير هذا الاسم باهتمام وتوليه أهمية بالغة.
أحب أن يعلم القارئ المحترم أن هذه القضية ليست قضية تافهة..لأن للأشياء نصيبا من أسمائها.. وانطباع الناس - فى الغرب - عن بلد لها هذا الاسم لن يكون أبدا مدعاةً للاحترام والتوقير.

ويجب أن نذكر هنا مسألة فى غاية الأهمية.. إن اللغات القديمة ذات العمق التاريخى الطويل تعرف وتعى جيدا اسم مصر.. فتجد اللغة الهندية مثلا لا تقول على مصر «إيجيبت» وإنما تقول «مصر» كما ذكرها الله فى كتبه.. وكذلك العبرية وكذلك التركية.. إلى آخره من اللغات الضاربة فى الزمن والتى لها كتب تاريخية قديمة تُذكر فيها «مصر» باسمها الحقيقى.. أما كلمة «إيجيبت» هذه التى دخلت علينا دخولا غير مبرر فلابد لها أن تنتهى ولابد أن يعود اسم «مصر» لهيبته ووقاره.

والمطالبة بتعميم اسم الدولة ليس أو تغييره فى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ليس أمرا محدثا أو صعبا.. فهناك العديد من الدول التى انقسمت أو تحررت أو تم تغيير أنظمتها قدمت طلبات بتغيير اسمها للأمم المتحدة وتم قبول هذه الطلبات وتم تغيير اسم البلاد بالفعل مثل «زائير - ملجاش - تشيكوسلوفاكيا - الاتحاد السوفيتى» وغيرها من دول وسط أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية.

إذن لن تكون بدعةً من مصر لو طالبتْ حكومتها بتوحيد اسم مصر فى كل اللغات لنحافظ على هيبته ووقاره خاصة وقد كرمه الله وذكره فى قرآنه الكريم.

نقول للذين أطلقوا علينا «بلاد الغجر» سواء قصدوا إهانتنا أو لم يقصدوا.. إن مصر لها اسم أشرف وأغلى من أسماء دول العالم كلها..وإن كان هناك من تهاون فى حق هذا الاسم على مدى العقود الطويلة المنصرمة.. فقد جاء اليوم جيل لا يمكن أبدا أن يتهاون فى حق بلده وفى طهارة وشرف اسم مصر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة