محمد بركة

إنهم يغازلون إسرائيل ويتحرشون بالإمارات

الأربعاء، 16 يناير 2013 11:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت كراهية الكيان الصهيونى الاستعمارى القاسم المشترك بين مختلف الفصائل السياسية قبل 25 يناير.. الكل يكره عنصرية إسرائيل.. الكل يبغض ظلمها وجبروتها. أمام النقابات وفى جميع الوقفات الاحتجاجية، كان المناضلون من اليساريين والناصريين والإخوان يشتركون جميعاً فى حرق علم الدولة العبرية، لكن الإخوان زادوا على الآخرين فى شيئين اثنين، الأول: الخلط بين الصهاينة واليهود. والثانى: المزايدة على نظام المخلوع ومطالبته بأن يفتح فقط الحدود أمامهم لكى يزحفوا لتحرير القدس. الخلط بين الصهيونى واليهودى خطيئة لا يعادلها إلا الخلط بين المسلم والإرهابى، أما المطالبة بفتح الحدود فكان أقرب طريق إلى صنع المجد والشعبية، فقد التفت الجماهير الغاضبة من تخاذل مبارك حول الخطاب الثورى المتشدد للجماعة، لكن ماذا حدث بعد أن وصل الإخوان لسدة الحكم، وتحقق لهم ما سعوا إليه بقوة وإخلاص عبر 80 عاماً؟
غازل الدكتور مرسى نظيره الإسرائيلى وتحدث فى خطاب رسمى عن علاقات حميمة بين القاهرة وتل أبيب، جعلت البعض يترحم على ما شهده عهد مبارك من «تطبيع» بعد ما وجدوه فى عهد الإخوان من «بوس وتقطيع».. ثم ماذا؟
التزمت «مصر الإخوانية» بلجم حماس، وبدا واضحاً أن هناك توظيفاً سياسياً لقضية المقاومة، بحيث تساوم النخبة الحاكمة الجديدة السيد الأمريكى قائلة: اضمن لنا دعم واستقرار حكمنا فى مواجهة المعارضة، ونحن نضمن لكم أمن معشوقتكم إسرائيل، ونكُف أيدى صبيتنا فى حماس عنها. مزاد سيئ تُباع فيه المبادئ بأرخص الأسعار، ويتحول فيه الوطن إلى قطرات دم تُراق على عتبة المشروع الإخوانى، وإلا بماذا نفسر هذا الإلحاح على خَطب وُد اللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة، وبعث خطاب غزل غير عفيف من جانب عصام العريان، فيما يسمى بعودة اليهود المصريين والعرب إلى مصر والبلاد العربية؟!
فى مقابل هذا يريد قادة الجماعة أن يبيعوا لنا الوهم حتى نصدق أن دولة عربية يعشقها المصريون، ولا يشعرون فيها بالغربة، تحولت فجأة إلى عدو يتآمر على السلطة الوليدة، ويهدف إلى قلب نظام الحكم!
المؤكد أننا رغم معارضتنا التى لا تخشى فى الحق لومة لائم للإخوان، نُدين أى تدخل فى شؤون البلاد الداخلية، بشرط أن تكون هناك أدلة على صدق هذه المزاعم التى لا تُقنع طفلاً جائعاً يبحث عن قطعة شوكولاته! انقلبت المعايير.. وتبدلت المفاهيم.. أصبح العدو صديقاً، والشقيق عدواً.. إن الوجدان المصرى المفعم بحب دولة الإمارات، يرفض أن تتحول الخصومة السياسية إلى سكين يجرح شرايين المحبة بين أكثر بلد خليجى تهفو إليه أفئدة أبناء النيل والأهرامات.. نحو نصف مليون مصرى يعملون بالإمارات، لم يُحبس منهم سوى 350 وفق أحكام قضائية، وليس معنى أن السلطات هناك ألقت القبض على 11 مصرياً ينتمون إلى الجماعة أن ترسل الرئاسة مدير المخابرات العامة، ومساعد الرئيس للشؤون الخارجية فى وفد رفيع المستوى، يكاد يكون الأول من نوعه. فرغم أننا نرفض إلقاء القبض على أى مصرى دون اتهام واضح، فإن هذا التحرك لم نره إلا لأن المتهمين ينتمون إلى الجماعة، بينما يُساق عشرات المصريين إلى السجون حول العالم ولا يُحرك الدكتور مرسى ساكناً. شخصياً، لم أزر الإمارات إلا مرة واحدة فى زيارة استغرقت بضعة أيام، لكنها كانت كافية لتؤكد انطباعاتى التى تكونت عندى عبر عشرات الشواهد حول شعب شديد التحضر والرقى، يعشق مصر والمصريين.. لم تصنعه آبار البترول، بقدر ما رسمت ملامحه الحضارية مراكب الصيد والغوص بحثاً عن اللؤلؤ، والانفتاح على الحضارات المجاورة.. هناك المصرى موضع حفاوة وترحيب.. والتطلع إلى الشقيقة الكبرى مصر حقيقة تسكن قلوب قادة البلد قبل أن تكون كلمة تجرى على ألسنتهم.. لهذا كله: ارفعوا أيديكم عن الإمارات.. وجهوا سهامكم إلى إسرائيل.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة