أرسل الشاعر بشير عياد صديق الشاعر الراحل عبد الوهاب محمد عددا ضخما من الإيميلات لكل محبى الراحل وعشاق أغانيه ليذكرهم بميعاد رحيله، وهى لفتة طيبة من الشاعر بشير عياد الذى مازال يحفظ وفاء أستاذه الراحل عبد الوهاب محمد.
يذكر أن الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد قد نال شهرته الطاغية عندما غنت السيّدة أمّ كلثوم كلماته فى أغنية "حبّ إيه؟" فى أوّل حفل بموسمها الغنائى 1960/ 1961م، فى الوقت الذى كان فيه الشاعر يخطو أولى خطواته إلى عامه الحادى والثلاثين إذ وُلدَ فى السابع من نوفمبر 1930م بحى الأزهر، لأبٍ من علماء الأزهر تزخر مكتبة بيته بأمهات الكتب فى الفقه والأدب والتاريخ، وبعد وفاة أبيه، لم يكمل الشاعر تعليمه واتجه للعمل بإحدى شركات البترول، وظل يكتب قصائده بالفصحى، إلى أن بدأ يشارك فى برنامج "ساعة لقلبك" ببعض الاسكتشات الفكاهية الخفيفة، ثم جاءت "ما تحبنيش بالشكل دا" لفايزة أحمد، فلفتت إليه الأنظار، ثمّ كانت "حبّ إيه" التى جعلته نارًا على علم، ومن يومها أصبح قاسمًا مشتركا فى معظم النجاحات الغنائية لثلاثين عامًا متصلة، مع جميع الملحنين ولجميع الأصوات القادرة من مصر والدول العربية، ولحن كلماته كل ملحنى الساحة من رياض السنباطى ومحمد عبد الوهاب وكمال الطويل والموجى وعبد العظيم محمد وسيد مكاوى وبليغ حمدى، وصولا إلى جيل سامى الحفناوى وفاروق الشرنوبى وزياد الطويل وزياد الرحبانى، وغنتها كل الأصوات القادرة من أم كلثوم وفايزة ونجاة ووردة ومحمد عبدالمطلب ومحرم فؤاد وصولا إلى هانى شاكر وميادة وعزيزة جلال ولطيفة التونسية.
فى صباح الاثنين، الخامس عشر من يناير 1996م، فاضت روح الشاعر الكبير إلى بارئها، بمستشفى يبعد دقائق عن منزله بالدقى، تاركا لنا تراثا غنائيا هائلا فى أكثر من 2000 أغنية، وأكثر من 500 نص تحت التنفيذ ولم ترَ النور بعد.
