محمد بركة

عين الذئاب تلمع تحت القمر

السبت، 15 سبتمبر 2012 03:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل أشيائى مؤجلة
أنا الرجل المؤجل
أقول لكم حقائقى
أحلامى أعلقها بالفضاء
بلا أمل تقريباً
منتظراً الغد الذى لا يأتى غالباً
وأحلم:
سأهبط على سطح النجمة
التى تسطع لى
فى الصباح
وأحترق وحدى هناك...
بنعومة حريرية جارحة يكتب محمود شرف سجل الإحباط الأعظم لرجل اعتاد أن يمضغ أحلامه فى صمت ثم يخرجها من فمه مثل عار لا يُحتمل!
أنا رجل مؤجل تماماً
ينتظروننى على النواصى
ولا آتى أبداً
مراوغ... هكذا
كوعل لم أره من قبل
لى منشفة مبتلة
وأوراق كثيرة
أصنع منها مراكب
لا تمضى أبعد من عدساتى
ليس هناك شىء مؤلم أكثر من أحلام كبيرة داستها عجلات الحياة ودموع سفحتها أعين الكبرياء فى عيون رجل يعرف أنه بات عنوان الهزيمة:
أربعون عاماً مرت
آلاف القطرات من المطر أغرقته
أصدقاء كثيرون غادروه إلى جهة الجنوب
واستقروا هناك
حتى أمه...
تخلت عنه
الشىء الوحيد الذى لم يفارقه
هو اسمه
وابتسامة خفيفة تعلو شفتيه
حينما يتذكر وجوههم
ياه...
أربعون عاماً من الصباحات المشرقة
والمساءات العذبة
وعناقيد العنب فى الحدائق
تتدلى فى الأفواه
أربعون عاماً ثقيلة جداً
مرت الآن
سكب فيها ما يكفى من دموع
حزناً على الذى راح
قابل فى طرقاتها هزائمه مُرحباً
وسقط منه خلالها أكثر من خمسة ضروس
وعاد...
كجنرال مهزوم
يحصى أعداد القتلى فى جيشه
ويبكى بحرقة أكبر
فى ديوانه «عين الذئاب» الصادر عن دار الكتب والوثائق القومية يبدو محمود شرف الذى يعمل مذيعاً بالتليفزيون المصرى متورطاً حتى النخاع فى مفردات الأنوثة والاشتهاء.
لا يتسامح مع عالم متعفن، تهوى كلماته مثل صفعة على وجه الرتابة والركود!
إنه ديوان مفعم بالصور الفنية البديعة، لكنه – وهذا هو الأهم – يهدد طمأنينتك الكاذبة ويجعلك تعيد التفكير فى ثوابتك الهشة...








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة