محمد بركة

هى والشرطة العسكرية

الأربعاء، 29 أغسطس 2012 04:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثق تماماً أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى - وزير الدفاع - لن يرضيه أن يتحول بعض أفراد الشرطة العسكرية إلى أداة لقمع المدنيين مجاملة لسين أو صاد من أصحاب الرتب الذين ركبهم الغرور أثناء تولى المجلس العسكرى حكم البلاد مؤخراً.
الواقعة التالية التى أضعها بين يدى سيادته لو صحت تفاصيلها لحملت مؤشراً خطيراً على إصرار البعض على تلويث الثوب الأبيض الناصع للجيش من خلال وقائع أعرف أنها فردية ولكنها مرعبة لشعب اعتاد أن يعشق قواته المسلحة وتطلق نساؤه الزغاريد عند رؤية طلائعها وقت الخطر!
رشا محمد فاروق القاضى مواطنة مصرية تعمل مهندسة وتقيم فى زهراء مدينة نصر حيث العمارات والشقق هناك مملوكة لضباط يقيمون بها أو باعوها لمدنيين. رن جرس الباب لتفاجأ بضابط عملاق فى تكوينه الجسمانى يخبرها بأنه تم استدعاؤها للنيابة العسكرية للتحقيق معها فى تهمة جلب بلطجية إلى منطقة عسكرية والاعتداء على ضابط فى القوات المسلحة.
تذكرت السيدة رشا فى هذه اللحظة ما حدث مؤخراً من خناقة بين أطفالها وبين أطفال جيرانها فى الشقة المجاورة التى تسكنها عائلة يحمل ربها رتبة كبيرة فى الجيش. الخناقة عادية وتحدث آلاف المرات لكنها حين تدخلت فوجئت بصاحب الرتبة ينهال عليها بالشتائم ويهددها بالويل والثبور وعظائم الأمور. رفضت بالطبع المثول أمام النيابة العسكرية خصوصاً أن قضية الكشف العذرى على فتيات الثورة كانت لاتزال تلقى بظلالها السوداء على المشهد العام فى البلاد آنذاك. بعدها بعدة أيام فوجئت بدورية عسكرية يحمل أفرادها أسلحة تكفى لإرهاب أعتى المجرمين ويرتدون القمصان الواقية من الرصاص. الدورية تريد اقتحام البيت وإحضارها بالقوة مما أوقع حالة من الرعب فى نفوس طفليها 7 سنوات و9 سنوات اللذين أخذا يتساءلان: هُما هيقتلونا يا ماما..؟ علماً بأن زوجها متغيب لظروف السفر ولا يوجد رجل فى المنزل. اضطرت السيدة للاستغاثة بالجيران وتحذير قائد الدورية من مغبة التعدى على امرأة وحيدة، فاستجاب الرجل وتوالت بلاغات صاحب الرتبة ضدها فى النيابة العسكرية كما توالت فى المقابل بلاغاتها ضده فى قسم شرطة مدينة نصر وكان آخرها محضر رقم 18550 بتاريخ 2/7/2012.
السيدة رشا تعيش فى رعب دائم بسبب ما تصفه بتحرشات مستمرة من جارها صاحب الرتبة والذى تؤكد أنه يسبها فى الطلوع والنزول ومارس ضغوطا ضد صاحب الشقة التى تستأجرها لكى يطردها واستعان بشاهد عيان جامله لأنه ضابط متقاعد!
لم أحك كل التفاصيل نظراً لضيق المساحة لكن الواقعة - لو صدقت - فإنها خطيرة ودلالتها مأساوية ولا تليق بالجهود الرائعة التى بذلها الجيش لتأمين المدنيين.
وكلى ثقة فى سرعة تحرك الجهات المختصة للتحقيق وكف الأذى فى حالة تأكدها من جميع التفاصيل سالفة الذكر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة