وائل السمرى

حفل وداع الرومانتيكية الثورية

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012 02:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أفرح ولم أغضب ولم أيأس ولم أتفاءل، دخلت فى موجة عميقة من الترقب، ولا يحسب أحد أننى لم أبال بمصير الدولة أو مستقبلها، لكن ما لم أبال به هو أهمية قرارات مرسى، فلم أنظر إليها باعتبارها قرارت ثورية، أو أنها مثلما يقول البعض انتصار لمعسكر التيار المدنى، وقديما قلت قبل انتخابات الإعادة إننى لست مضطرا للاختيار بين العسكر والإخوان لأن كليهما واحد، يتبعان طريقة واحدة ويتمرمغان فى عنصرية واحدة، وينتهجان سياسة واحدة، ووقتها وجدت أن الاختيار بين مرسى وشفيق يكاد يماثل حالة واحد مضطر إلى الاختيار بين الموت من الجوع أو شرب السم، وقلت إن الأفضل أن يموت الواحد من الجوع على أن يلوث قلبه بما يسممه ويميته، وما أرى الآن الوضع بأفضل من سابقه، والرهان الآن هو على مدى قابلية الجسم فى طرد هذا السم أو ذاك.

رغم معارضتى الكثيرة لحكم العسكر واستبدادهم، لكن من المؤكد أننى لم أكن أعارض «طنطاوى» و«عنان» وغيرهما بناء على عداوة شخصية، ولكنى كنت بصراحة ووضوح أعادى سياستهما التى خربت البلد وقتلت الولد وانتهكت العرض، كما كنت أرى أنهما مسؤولان بشكل كبير عن حالة التردى التى وصلت لها كل مؤسسات الدولة، بما فى ذلك مؤسسة الجيش، وما أرى فى تعيين القائد العام الجديد «عبدالفتاح السياسى» أى جديد، فهو كقائديه تباهى بالاعتراف بجريمة كشف العذرية، ومسؤول مسؤولية مباشرة عن مقتل جنودنا فى رفح وقت كان مديرا للمخابرات العسكرية والاستطلاع، فلم يتخابر ولم يستطلع، وبفضل تهاونه فى عمله أو انشغاله بمتابعة الشؤون الداخلية تسبب فى قتل وإصابة أكثر من 20 شابا، ولم يكن «السيسى ورئيس أركانه» المعروف عنهما اقترابهما من الإخوان ليقفزا إلى أعلى مقاعد القوات المسلحة إلا لأنهما من أهل الثقة، ولم يكن السادة رؤساء تحرير الصحف الحكومية الذين عينهم مجلس الشورى «الإخوانى» ولا وزراء حكومة قنديل ليظفروا بمقاعدهم لولا تمتعهم بخاصية إجادة عبادة الأسياد فى كل زمان ومكان، فها هى الأحداث تتكرر، وكل ما هنالك أننا استبدلنا باستبداد قديم متهالك استبدادا جديدا متأهبا.

قلت إنى لم أحزن ولم أفرح فقط أترقب، ولعل الترقب الأكثر إثارة الآن هو ذلك الخاص بإخواننا الذين رافقونا فى الميدان وكانوا يقولون إنهم يساندون ويختلفون مع مرسى، ولا يساندونه إلا ليحصل على صلاحياته، وها هو قد حصل عليها وأصبح الآمر الناهى فى كل مؤسسات الدولة، ما يجعل الارتماء فى أحضان الرئيس الآن مماثلا تماما للارتماء فى أحضان الرئيس أمس، وليس لهذا الارتماء فى قاموس «المثقف والسلطة» سوى اسم واحد هو الانسحاق والنفاق والتدليس، ولنودع تلك الرومانتيكية الثورية التى أرهقتنا طوال عام ونصف وأذاقتنا الويلات، فكل واحد الآن يختار معسكره، وكل واحد الآن مسؤول عن قراراته، فقط يجب على الجميع أن ينسوا التحدث باسم الثورة والحفاظ عليها بعد الآن وإلا فسيتأكد الاعتقاد أن المعركة كانت معركة سلطة وليست معركة مبادئ مشتركة وأهداف سامية كما كانوا يدعون.

أمامنا العديد من المشكلات والتحديات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية، وأمامنا أخونة دولة آتية تشبه عسكرة دولة غابرة، وأمامنا معارك من أجل حرية الإعلام وعدم قصف الأقلام، وأمامنا معركة تفصيل الدستور التى تعتبر أم المعارك، وأمامنا معركة إسقاط نظام أهل الثقة وإقامة نظام أهل الخبرة والكفاءة، وأمامنا معركة أخلاقية وثقافية بالأساس، وأمامنا معركة بناء دولة على أسس ديمقراطية حديثة جديرة بكل التعب والكد والتضحية.

وقبل أن ننسى «يسقط يسقط حكم العسكر» «يسقط يسقط حكم المرشد».. وتحيا مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد صبحى ابوستيت

قبل ان تنسى " سقط سقط حكم العسكر " " تحيا تحيا حكم الديموقراطية"

عدد الردود 0

بواسطة:

محي رسلان

العقيدة الأخوانية ببساطة

لاتعترف بالديمقراطية ... أنسى !!

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

مقال رائع

وأنا أؤيدك في كل كلمه

عدد الردود 0

بواسطة:

باسم مريد

مفيش كلام تانى

كلام من الاخر بصراحة من احلى مقالات ليك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة