محمد بركة

غش الزوجية.. لا نعدكم إلا بالضحك!

الخميس، 26 يوليو 2012 06:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على عكس المعتاد، لم يكن أغلب رواد سينما جالكسى فى حفلة العاشرة من المراهقين هذه المرة. الطابع العائلى بدا طاغياً على الحضور من خلال كم هائل من الأطفال الذين حضروا بصحبة آبائهم إلى جانب من انتهوا من امتحانات الثانوية العامة، وبدا الجميع فى حاجة ماسة إلى الهروب من حصار الواقع السياسى الملتهب والارتماء فى أحضان حالة كوميدية ترفع شعار الضحك للضحك!

هذا هو الوعد الذى يقدمه صُناع فيلم «غش الزوجية» من خلال مبارزة حامية الوطيس فى الإفيهات والمفارقات الضاحكة تخلو من أى مضمون وتبتعد ـ كما هو منطق السينما التجارية دوماً ـ عن طرح أية قضايا بحجة أن الناس «فيها اللى مكفيها».

مؤلف العمل لؤى السيد لا يجد غضاضة فى اللجوء إلى «تيمة» مستهلكة للغاية: الابن المستهتر صاحب العلاقات النسائية المتعددة «رامز جلال» يضطر أبوه «حسن حسنى» إلى إقناعه بالزواج من فتاة رياضية مسترجلة تسعى لإحراز المزيد من البطولات فى كرة القدم النسائية مهملة أنوثتها.

يسعى الأب لاصطياد عصفورين بحجر واحد: الحصول على قرض ضخم من والد العروس الذى يدير أحد البنوك الكبرى «يوسف فوزى» فضلاً عن «تأديب» ابنه من خلال علاقة جادة تنتهى بالزواج والاستقرار. العروس ترفض لكنها فى النهاية تخضع لضغط والدتها «مها أبوعوف» وتحاول إفشال مهمة العريس فى أداء واجباته الزوجية وفى نهاية الشريط السينمائى يأتى الحب ويبتسم الجميع فى سعادة.

مخرج الفيلم أحمد البدرى أطلق العنان لأبطاله فى إخراج كل خبراتهم فى مجال انتزاع الضحك من الجمهور، وبدا واضحاً أن الالتزام بالحوار المكتوب ليس مهماً مادام الارتجال سيؤدى إلى تحقيق الهدف! معظم المشاهد جاءت داخلية فى المكتب والبيت والمستشفى، ولم يكن اللجوء لشرم الشيخ ـ فى عدة لقطات قبيل تترات النهاية ـ سوى «حلية سينمائية» مُحببة لدى جمهور أفلام الصيف، بينما جاء مشهد اصطياد البط ببنادق الخرطوش وقد ارتدت عائلتا العروسين ملابس عسكرية تنويعة مصرية ساخرة على أفلام الأكشن الأمريكية!
لا يحمل الفيلم أى جديد لحسن حسنى الذى أصبح متخصصاً منذ عشر سنوات فى دور «والد البطل» بينما بدا الفنان «إدوارد» قانعاً بدور «السنيد» أو صديق البطل وهى نفس المساحة التى عاش فيها رامز جلال نفسه فى أفلام مثل «غاوى حب» مع محمد فؤاد و«ميدو مشاكل» مع أحمد حلمى قبل أن يتذوق شهد البطولة المطلقة و«يستقل» منذ فيلم «أحلام الفتى الطائش».

إيمى سمير غانم «اسمها الحقيقى أمل» استطاعت فى هذا الفيلم أن تجد نفسها من خلال خلق مساحة ما للتمثيل حيث تركزت الحبكة الدرامية على طلتها كفتاة مسترجلة، تتنكر لأنوثتها طوال الوقت ويخرج صوتها خشناً صادماً وتتناول اللبن بالبيض النيئ على طريقة عُتاة المصارعين.

إيمى دخلت المجال الفنى 2005 من خلال فيلم الرسوم المتحركة «عائلة الأستاذ أمين» وقدمت 20 عملاً ما بين مسرحية ومسلسل وفيلم، أبرزها لحظات حرجة، وعسل أسود، وبلبل حيران، وإكس لارج، لكنها لم تترك بصمة قوية إلا مع هذا الفيلم الذى طرحت فيه نفسها كممثلة شابة تستطيع لعب أدوار البطولة النسائية أمام نجوم السينما وفق الخلطة التجارية سالفة الذكر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة