محمد بركة

حالة الدكتور مرسى

الأربعاء، 09 مايو 2012 04:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منه لله مبدأ «السمع والطاعة»!
جعل الرجل المحترم الكُمّل دكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، يمتثل لقرار الجماعة، ويعصر على نفسه ليمونة صفراء ويقبل صفة المرشح الاحتياطى لخيرت الشاطر، غير أن الخيال الشعبى- قاتله الله- لم يرض بأقل من صفة «الإستبن» للرجل الذى كان «خِيره كَافى شره»، من الحزب للبيت ومن البيت للحزب:
ضد مبارك أب وابن
ضد الفردة والإستبن!
هكذا هتف شباب جامعة المنصورة ضد الاثنين معاً، لكن ما ذنب الدكتور الذى ما ادّعى يوماً أنه يملك الكاريزما أو الحضور، بل لا يعرف كيف يضبط شفتيه على تردد الابتسامة، ما ذنبه لكى تطالبه الجماعة بأن يملك فجأة وبدون مقدمات سحر عمر الشريف، وطَلّة آل باتشينو، وقُدرة عادل أدهم على الإقناع؟!
الأنكى أن الرجل المهذب الخلوق رغم تواجده ضمن قائمة الـ«8 إخوان» فى برلمان 2005، ورئاسته لحزب الجماعة فى 2011، ظل محتفظاً بالمنطقة «الدافئة» فى اهتمامات الرأى العام، فلا هو شخصية مغمورة، ولا الإعلام يُفتش تحت جلده بحثاً عن ورقة عُرفى هنا أو روشتة مقويات هناك.
أما بعد ترشحه للرئاسة، فأول القصيدة اكتشاف أن أحد أبنائه يحمل الجنسية الأمريكية، وهو السر الذى أذاعه د. مصطفى الفقى وبراءة الأطفال فى عينيه فى برنامجه على قناة النهار.. وزغردى ياللى موش غرمانة!
طبعاً من حق أى مواطن أن يحلم بهذا المنصب الرفيع مادام اسم ست الحبايب لم يغادر سجل مدنى بولاق، إلى سجل مدنى لوس أنجلوس، لكن إذا كان قناصا محترفا يزم شفتيه على غضب أبدى وهو يُطارد الهدف من فوق سطح عمارة بعيدة، يصلح لأن يكون بطلاً فى مسرحية كوميدية، فإن الباشمهندس يصلح لرئاسة البلاد والعباد.
انسحب البطل الأساسى من العرض بأوامر من المخرج، وبقى الدوبلير د. محمد مرسى ممثلاً للجماعة فى ماراثون الانتخابات الرئاسية. ولأن الورد إن دِبل تفضل ريحته فيه، فإن نائب المرشد العام رغم استبعاده ظل الراعى الرسمى للمرشح الإستبن. الغريب أن الباشمهندس، رغم فصاحة لسانه، ظل على تجهمه القديم، ورغم طلاقته فى الحديث أبقى على تكشيرته المفضلة، وهذا أكبر دليل على أن الإخوان لم ينضجوا سياسياً بالقدر الكافى، وإلا لكانوا عرفوا أن المصريين قد يحتملون موظفاً عمومياً من نوعية مبارك 30 عاماً، لكنهم لا يحتملون عبقرية اقتصادية مكشرة وبدقن من رموز الجماعة 30 دقيقة!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة