محمد بركة

تكشيرة الشاطر وابتسامة أبوإسماعيل

الخميس، 05 أبريل 2012 09:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين تكشيرة مخيفة لخيرت الشاطر وابتسامة لا تبعث على الراحة لحازم صلام أبوإسماعيل، يرسم الإسلام السياسى أفقا ملبدا بالغيوم لمصائر البلاد والعباد فى وطن خلع مبارك فى ثورة شعبية ليعيش أقوى أفلام الرعب!

الشاطر هو فريد شوقى فى سينما الإخوان، الرجل الحديدى الذى تربى فى أحضان التنظيمات السرية واحترف العمل تحت الأرض، لا ينتمى للجناح الإصلاحى الذى يؤمن بالمنهج المتدرج فى الدعوة، وإنما يهوى القفز سريعا ليحصد الثمرة، حتى وإن لم تنضج بعد، يبدو فى الصور الفوتوغرافية مثل ضابط مخابرات لا يثق فى أقرب مساعديه، يزم شفتيه على غضب مكتوم، وتضيق حدقتا عينيه وكأنه قناص محترف يتابع فى هدوء خطوات هدف متحرك قبل أن تضغط أصابعه على الزناد!

الشيخ حازم، رجل مهذب خلوق، يضع السكين على رقبة الوطن وهو يبتسم مثل قديس يحنو على رعيته، يؤكد أنه يسعى لتطبيق الشريعة «حسب مفهومه» وسيفصل بين النساء والرجال ولن يتخذ من الأقباط أو الليبراليين نائبا، أى بعبارة أخرى يقول للمصريين وهو يحتضنهم بمودة: أنتم لا تعرفون دينكم وآن الأوان لأن تدخلوا الإسلام يا إخوتى وأحبتى فى الله!

الشيخ حازم - إذن - يهش ويبش فى وجهك لكنه يمارس الوصاية عليك باسم السماء، لا يعنيه مشاكلك فى الطعام والشراب والدواء والكساء والمواصلات.
والفكرة هنا أننا نرحب بمن يحاول أن يساعدنا فى زيادة حسناتنا، بل ويجب أن ننحنى له شكرا، ولكن هذه مهمة الواعظ الخطيب وليست أبدا مهمة رجل الدولة، خصوصا حين يجلس على كرسى الرئاسة.

هل اختصر الشيخ مصر فى خانة إمارة إسلامية صغيرة تنتظر الأمير على طريقة طالبان، وهل اختصر خيرت الشاطر بلد السبعة آلاف سنة فى صفقة بيزنس يمكن إنجازها بالتوافق مع المجلس العسكرى وقطر وأمريكا وإسرائيل؟
مهما كانت الإجابة، فالمؤكد - كما أشرت آنفا - أننا نعيش أقوى أفلام الرعب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة