محمد بركة

حضرة الضابط «الشيخ»

الجمعة، 02 مارس 2012 04:21 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه!
رأينا فى عهد حبيب العادلى «داخلية» موتت الناس من الرعب وفى عهد محمد إبراهيم يبدو أننا سنرى داخلية هتموت الناس من الضحك! والفضل طبعاً لائتلاف فريد من نوعه يسمى «أنا ضابط شرطة ملتحى».
30 ضابطاً - حتى كتابة هذه السطور - توكلوا على الله بالفعل وأطلقوا لحاهم حتى يضعوا قادتهم أمام الأمر الواقع، فتم إيقاف 14 منهم عن العمل، كما تمت إحالة أحدهم - برتبة نقيب - إلى جلسة تأديب، ودخل أفراد الشرطة على الخط فأطلق 150 فرداً لحاهم ويتم التحقيق مع كل منهم فى مجال عمله، وطبعاً لم يفوت ما يسمى بـ«الائتلاف العام لأمناء وأفراد الشرطة» الفرصة فقرر مساندة كل من قرر توديع معجون الحلاقة إلى الأبد.
يبدو أن الداخلية لدينا لا تعترف بالحلول الوسطى، فهى إما أن «تنفخ» نشطاء الجماعات الإسلامية أو تغار منهم فى موضوع الدقون، إما أن تصعق الأعضاء الحساسة لكل من واظب على صلاة الفجر جماعة أو ترتدى هى الجلباب الأبيض ولا تكف عن القلق حتى تظهر فى جبينها زبيبة الصلاة. وحتى لا تلتهب الزائدة الدودية لبعض القراء ممن يطالعون مقالات الرأى بنصف عين، أسارع إلى تأكيد أننى لست ضد الحرية الشخصية لكل مواطن فى أن يطلق لحيته كما يشاء، وإذا كان «نقيب» ما قد مل من عبارة «حضرة الضابط» وأراد أن يستبدل بها كلمة «عم الشيخ»، فله ما يريد، وإذا كان «رائد» ما لا تعجبه كلمة «باشا» ويريد أن يطارده الجميع بكلمة «مولانا» فأهلاً وسهلاً، لكنى أسأل كل ضابط تحول إلى مشروع «شيخ» تحت التمرين: أين كنت وأصحاب اللحى تنتهك أعراضهم فى لاظوغلى، ثم هل تعتقد أن الإسلام سيزدهر إذا أطلق عدة أفراد فى الأجهزة الأمنية لحاهم، أو ستخبو أنواره إذا ظلت الداخلية ملتزمة بالانضباط العسكرى الذى يحتم على كل من ينتمى إليها بحلاقة ذقنه جيداً كل صباح. عزيزى الشيخ المحتمل - حضرة الضابط سابقاً - الأمن نعمة كبرى من نعم الله على عباده، سترتفع راية الدين خفاقة حين تضغط أنت وكل زملائك من أجل الإسراع بمشروع هيكلة الداخلية وتطهير وزارتك من القتلة والفاسدين وأتباع حبيب العادلى، حين تنشغل بتأمين المواطن على نفسه وماله وعرضه، وليس بالصراع مع الوزير على اللحية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة