ما الذى يعنيه قيام حفنة من الملتحين، المتسربلين فى جلابيب بيضاء، بالتسلح بالعصى والهراوات واقتحام موقف ميكروباص فى الزقازيق للتفريق بين الرجال والنساء فى «الحمولة» رغم أنه منذ أن خلق الله الميكروباص والمصريات ينزوين تلقائياً فى مقاعد بعيدة عن الرجال؟
ما الذى يعنيه اقتحام من يسمون أنفسهم «هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» بمداهمة محل كوافير فى القليوبية ومن قبلها محل تصوير فى بور فؤاد؟ هل الأمر فعلاً غيرة على الدين أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ لقد ظهرت صفحة مشبوهة لتلك «الهيئة» المزعومة على الفيس بوك تحمل ضمن ما تحمل شعار حزب النور الذى سرعان ما تبرأ منها، فهل المطلوب هو توريط عموم السلفيين الذين بدأوا نسبياً ينفتحون على المجتمع ويخاطبون الرأى العام بلغة مختلفة، وهل هناك من يسعى لسحب البساط من تحت أقدام حزب النور الذى بدأت رموزه تتصرف كرجال دولة مسؤولين؟ اللافت أن القائمين على الصفحة قالوا إنهم كانوا قد حصلوا على موافقة مسبقة من الحزب، وبالتالى سيكشفون ما فى جعبتهم من أوراق تؤكد أن الحزب خانهم وباع القضية، فهل المطلوب عقاب د.عماد عبدالغفور رئيس الحزب على تصريحاته الرائعة مؤخراً التى أكد فيها أن الأقباط شركاء فى الوطن، وأن مصلحة مصر العليا هى التى تحدد مواقف حزبه تحت قبة البرلمان؟
من هو الشخص أو الجهة أو الدولة التى لا تريد لمصر أن ترفع رأسها أبداً وتعمل على إبقائها إلى الأبد فى مستنقع الأزمات مادام الجميع يعرف أن نجاح التحول الديمقراطى المصرى سيكون زلزالاً يضرب الديكتاتوريات الملكية فى الخليج العربى؟ هل عاد جهاز أمن الدولة للعمل وهل إثارة الهلع والفزع فى نفوس شعب متدين بطبيعته هى الفوضى التى حذرنا منها مبارك؟ ثم هل يريد حكام الرياض أن يقولوا لمواطنيهم: لقد قام المصريون بثورة لكى يكونوا مثلكم؟ هل تسعى قطر لتفجير الجبهة الداخلية لأم الدنيا عبر جسر جوى من الدولارات تم تحويلها إلى القاهرة فى الأشهر الأخيرة ومنها 90 مليون دولار كشف عنها وزير العدل السابق وما خفى كان كالعادة أعظم؟ إنها أسئلة حائرة أطرحها على سيادتك راجياً من المولى عز وجل أن يكون لديك إجابة أو مشروع إجابة عنها.
