محمد بركة

هل أفسد الإمام «ابن القيم» احتفالات عيد الميلاد؟

الخميس، 12 يناير 2012 05:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأن التكرار يعلم الشطار، جاء الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد لنتذكر جميعًا أننا شعب متعدد الديانات، متنوع الطوائف، ورغم أن ثقافة «الاحتشام» هى القاسم المشترك بين المسلمين والأقباط، فإن المجتمع المصرى ليس فى النهاية واحدًا من تلك المجتمعات العنصرية التى استبدلت «النقاء العرقى» على الطريقة النازية «بالنقاء الدينى» على طريقة السودان الذى انقسم والصومال الذى غرق فى بركة من الدماء والسعودية التى تكرم قادتها وتنازلوا وسمحوا للمرأة أخيرًا بالعمل فى محلات الأدوات النسائية!
أسعدنى بالطبع حضور كل من د. محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، لقداس العيد بالكاتدرائية، واللافت حرص ممثلى الحزب على مغادرة المكان قبل بدء القداس، مستندين فيما يبدو إلى فتوى أصدرها الشيخ يوسف القرضاوى بجواز تهنئة الأقباط بأعيادهم، لكن دون اشتراك المسلم فى الطقوس الدينية التى هى من خصائص المسيحيين، بل ذهب القرضاوى إلى أن تلك التهنئة تدخل فى باب «أعمال البر» مستشهدًا بقوله تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين»، وخصوصًا إذا كانوا يجاملون المسلمين ويهنئونهم فى أعيادهم، فالله تعالى يقول: «وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها».
على الجانب الآخر، امتنع حزب «النور» السلفى عن المشاركة فى تهنئة الأقباط بعيدهم، وهو خطأ فادح وسقطة سياسية، فالحزب كيان سياسى، حظى بثقة قطاع من المصريين وليس جماعة دينية، والأقباط مواطنون لهم كامل الحقوق وعليهم كل الواجبات ويبدو أن حزب «النور» استند فى موقفه إلى كتاب «أحكام أهل الذمة» للإمام «ابن القيم» والذى يذهب فيه إلى عدم جواز تهنئة المسيحيين بعيدهم بحجة أن ذلك يحمل ضمنيّا نوعًا من الرضا عن عقيدتهم، وهذا لعمرى يشبه النهى عن ركوب الطائرة إذا كان قائد الطائرة غير مسلم!!
إن مصر التى قامت بثورة سياسية هى بأمس الحاجة إلى ثورة فقهية من أجل فهم جديد لطبيعة العصر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة