محمد بركة

إلى أول من رفع علم السعودية فى التحرير

الخميس، 04 أغسطس 2011 04:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشاعر الراحل الكبير صلاح عبدالصبور له قصيدة بديعة تحمل عنوان «إلى أول جندى رفع علم مصر فى سيناء» كتبها تعبيرًا عن أمواج العزة والكرامة التى ضربت شواطئ المصريين بعد انتصار أكتوبر 1973.

الآن دار الزمان دورته، وهأنذا أتوجه إلى أول من رفع علمًا غير علم بلاده فى ميدان التحرير، وجاهر بولائه وانتمائه لبلد يحظر قيادة المرأة للسيارة، ويقود الثورات المضادة للربيع العربى، وبرع فى اتخاذ الدين مسوغًا لأسوأ أشكال المعاداة لتداول السلطة والرقابة على الحاكم!

أخى الذى رفع علم السعودية فى ميدان التحرير، لا أتهمك بالعمالة، حاشا لله، ولا أصادر على حقك فى التعبير عن آرائك، مهما بدت صادمة، ولا أسعى لتكريس الانقسامات فى التحرير، غير أننى على يقين أنه بالممارسة السياسية العملية والحوار الوطنى ننضج جميعًا، وندرك أن بلدنا يتسع للجميع، فقط أود أن أهمس فى أذنك لأذكِّرك بما استقر فى وجدان أهلك وشعبك وإخوانك من المصريين تجاه الأشقاء من السعوديين.

يعتقد رواد سينمات جالكسى والتحرير وشيراتون القاهرة ورمسيس هيلتون اعتقادًا جازمًا أنه حين تدوى ضحكة مزعجة أو يرن الموبايل ويتحدث صاحبه بصوت عالٍ بشكل يستفز بقية المتفرجين داخل صالة العرض، فإن ذلك لا يصدر إلاّ عن سعودى!.. «يا أستاذ من فضلك.. إحنا موش فى قهوة!».

فى السعودية يلاحظ المصرى أن رئيسه فى العمل ينادى الجميع بأسمائهم إلا هو، إذ يناديه بـ «تعال يامصرى»!

إذا رأيت أحد المصريين يزعق داخل المسجد موجهًا كلامه لشاب متدين يستعد لأن يؤم الناس فى الصلاة قائلاً: إيه ده يا مولانا.. إنت هتصلى بينا إزاى وراسك مكشوف! إنت موش عارف إن الصلاة كده هتبقى باطلة!». فاعرف على الفور أن هذا الشخص الذى لم يراع حرمة بيوت الله وسلخ الشاب لومًا وتقريعًا عائد من السعودية بعد عشر سنوات عاشها فى كنف المذهب الوهابى المتشدد! «ماعادش ناقص غير العيال يصلوا بينا».

يعتقد المصريون اعتقادًا راسخًا أن السعوديين هم المسؤولون رقم واحد «عن حريقة أسعار» الشقق المفروشة فى المهندسين «إعلانات الوسيط فى باب عقارات، والتى تبدأ بعبارة: للعرب فقط».

على يد السعوديين، وبفضل ممارساتهم الشهيرة، تحول شارع «جامعة الدول العربية» إلى شىء لا يشرف السيد نبيل العربى!

شهد المسرح المصرى أسوأ مراحله فيما عرف بـ «المسرح السياحى»، ولم يكن الهدف منه سوى إرضاء حاملى هذه الجنسية بما تيسر من رقصات خليعة مبتذلة، وإفيهات بذيئة خارجة.. «شفيق يا راجل».

السينما هى الأخرى عرفت ما يسمى بـ «السينما النظيفة» ويقصد بها إنتاج أفلام ناصعة البياض مغسولة بـ «إيريال» تخلو من القبلات أو المايوهات لكنها تحتوى على الإيحاءات والبذاءات الجنسية، لتناسب موسم السياحة العربية.. «صبَّح صبَّح ياعم الحاج».

بفضل هؤلاء، ولأن الرزق يحب الخفية اتسع نشاط بعض البوابين فى المهندسين والهرم ومدينة نصر ليتم تصنيفهم فى مباحث الآداب تحت بند «قواد» أو «قواد محتمل».








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة