محمد بركة

سادية الأسد... من رامز جلال إلى بشار

الخميس، 18 أغسطس 2011 04:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السادية أحد الأمراض الشهيرة التى تشغل حيزاً كبيراً فى مراجع علم النفس السلوكى. تتسم بحالة من العدوانية والرغبة فى إيذاء الآخرين دون مبرر والتلذذ برؤيتهم يتعذبون، وكلما زاد الألم والعذاب زاد شعور الشخص السادى باللذة. سميت السادية كذلك نسبة إلى الماركيز «دى ساد» الذى عاش بفرنسا فى القرن الثامن عشر وكان روائياً وكاتباً امتلأت كتابته بالعنف والتفنن فى وصف مشاهد التعذيب، وقد سُجن أكثر من مرة بسبب ارتكابه جرائم وحشية ضد ضحاياه من النساء.
(2)
الأسد حيوان ضخم ينتمى إلى فصيلة السنوريات، وتعيش معظم الأسود البرية المتبقية اليوم بإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بعد أن أصبح معظمها مهدداً بالانقراض. الأسد ظل أيقونة المجد والشجاعة والطلعة الملكية فى الحضارات الإنسانية منذ آلاف السنين، وقد مجد المصريون بحسهم الحضارى المدهش أنثى الأسد وجعلوها إلهة كما فى حالة «سخمت». احتفت لغة العرب احتفاءً خاصاً بهذا الحيوان النبيل الذى لا يهاجم الطريدة إلا وهو جائع فأطلقت عليه 130 اسماً أشهرها «الليث، أسامة، القسورة، الغضنفر، السبع».
(3)
تحول الأسد إلى كائن بائس فى برنامج «رامز قلب الأسد» لصاحبه الفنان رامز جلال. البرنامج حظى بدعاية مكثفة غير مسبوقة باعتباره آخر افتكاسات النجم المغرم بالمقالب، والذى لا يتمالك نفسه من الضحك وتلمع عيونه ببريق الانتشاء والتلذذ وهو يرى علامات الرعب على وجوه ضيوفه، حين ينفتح باب الأسانسير فيجدون أسداً أمامهم يزأر ليرج البناية! كلما ازداد رعب الضيف، انهار رامز ووقع من طوله وعيونه تدمع من الضحك والسعادة لأن الضيف «عملها على نفسه» من شدة الرعب! يمر الوقت بطيئاً وترتفع نسبة المشاهدة وتتوالى الإعلانات ثم يظهر رامز وهو يقسم بالله العظيم أن المشهد «حقيقى وبجد وموش فبركة يا جماعة».

الفنانة صابرين لم تشعر فقط بالرعب بل فقدت الوعى تماماً حين صدقت المقلب وظنت أنها وحيدة وجهاً لوجه مع حيوان مفترس. سقطت النجمة الوقور على أرضية الأسانسير وقد أُغشى عليها تماماً وحين أفاقها «رامز» لم تتمالك نفسها من الانفعال وثارت عليه وهى منفعلة وأخذت تصرخ فى وجهه: «إنت بتهزر.. حرام عليك» المذهل أن رامز لم يعتذر لصابرين ولنفسه وللجمهور ولم يلغ الحلقة ولم يعد النظر فى المشروع كله، بل أذاع الحلقة بكل برود!، ولايغير من حجم الكارثة ماذكرته صابرين بعدها أنها كانت تعرف بالخدعة مسبقا وأرادت أن ترد لرامز الصفعة صفعتين !
(4)
بشار الأسد عندما توفى والده فى يونيو 2000 وقعت أشهر نكتة فى السياسة الدولية، فقد تمت ترقية الشاب الذى كان عمره 34 سنة و10 شهور إلى رتبة «فريق» بعد أن انتسب للجيش، ثم عدِّل مجلس الشعب الدستور بالإجماع لخفض الحد الأدنى لعمر الرئيس من 40 عاماً إلى 34. فى عهده أهانت الطائرات الحربية الاسرائيلية كبرياء الشام كثيراً... حين أغارت على المقر الرئاسى فى اللاذقية وحين دمرت موقعاً يشتبه فى أنه مفاعل نووى سورى وحين قتلت ضابطاً سورياً كبيراً برتبة عميد ومقرب من الرئيس شخصياً. كان بشار فى كل هذه المواقف يبتلع الإهانة ويهمس: سنحدد نحن مكان وزمان الرد! ومرت السنوات والهدوء يخيم على الجولان المحتل دون طلقة رصاص ولم يتحرك جيش «حماة الديار» إلا حين طالب المتظاهرون السلميون بالحرية والكرامة فردت عليهم الدبابات والزوارق البحرية لتدك بيوتهم ومآذنهم وتعتدى على نسائهم وتبقر بطون أطفالهم... مرة أخرى يهان «الأسد» رمزاً ومعنى ويهبط من سماوات المجد إلى حضيض السادية!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة