محمد بركة

الأهلى سرق الدورى.. من يسرق الثورة؟

الخميس، 07 يوليو 2011 03:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تدعى الأم على ابنها وتكره إللى يقول آمين... ويدعى الزملكاوية على شيكا (المغرور) والعميد «العصبى» وجعفر «الأحمق» وأبو كونيه «العبيط» ويكرهوا الأهلاوى إللى يقول آمين.
ضاع الدورى يا ولدى!
نعم.. هذه حقيقة تحرق الدم، ولكن ما الجديد؟ لقد ضاعت القدس والجولان، حتى سيناء عندما استعدناها كانت سيادتنا عليها منقوصة.
الأهلى سرق الدرع ونشل البطولة!
عادى جدا.. ألا توجد تيارات وجماعات سرقت - أو على الأقل تحاول سرقة - الثورة؟ ثم إن الأهلى فاز بالبطولة، ليس لأنه جاب الديب من ديله، بل نتيجة تخاذل لاعبى الأبيض الذين تركوا له البطولة بيضة مقشرة، تماما كما تخاذل شباب ائتلاف الثورة وتفرغوا لبرامج التوك شو، فتركوا للتيارات إياها مصر بيضة مقشرة.. وإنه ليطيب لى فى هذا المقام أن أباهى العالم بهويتى الزملكاوية «رغم حرقة الدم» للأسباب والملابسات التالية:
المثل يقول «يا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالم.. وبات مغلوب ولا بات غالب..»، وهذه دعوة صريحة لكى تكون زملكاويا!
تشجيع الأهلى يجعلك تعيش فى حالة مزيفة من التفوق.. انتصارات وبطولات لا تنتهى.. لدرجة ممكن جدا معها أن تنسى أنك فى مصر.. بلد البلطجة والانفلات الأمنى.. وسرعان ما تصحو على الواقع المؤلم حين تحترق سيارتك فى التحرير!
تشجيع الزمالك على العكس.. يجعلك تعيش فى حالة من التوازن النفسى الرائع.. «فزنا: كان بها.. خسرنا: ده العادى!».
إذا كان الأهلى هو فريق «الشياطين الحمر» فإن الزمالك هو فريق «الملائكة البيض».
الأحمر لون فاقع يثير الأعصاب، أما الأبيض فلون الهدوء والتأمل والرومانسية!
لو أنك أهلاوى وعرفت أن من يجلس بجوارك فى الميكروباص أو يقف إلى جانبك فى المترو أهلاوى مثلك لكان الأمر شيئاً عاديا، أما لو كنت زملكاويا وتعرفت على زملكاوى آخر لأصبح الموضوع حدثا استثنائيا يستحق أن ترويه للمدام حين تعود إلى البيت آخر النهار.
التعرف على مشجع زملكاوى آخر يشبه التعرف على مصرى وأنت فى دولة أوروبية «إسكندنافية» تبحث عن «شوية دفا» وسط برودة الغربة.
«الأهلى فوق الجميع» شعار عنصرى على طريقة هتلر والنازيين حين رفعوا شعار «ألمانيا فوق الجميع»، فأغرقوا العالم فى بحيرة من الدماء.. الزمالك بلا شعار أصلا!
معظم الأهلاوية أصبحوا كذلك «بالوراثة»، أما معظم «الزملكاوية» فأصبحوا كذلك بالمناقشة والجدل والتفكير والإرادة الحرة!
الأهلاوية يتسمون بالتعصب والاستعلاء والعدوانية فى نظرتهم للفرق المنافسة: «الأهلى عمهم وحابس دمهم»... «الأهلى غيره مفيش (روح) أم الدراويش»... أما الزملكاوية فأقصى أشكال تعصبهم أن يقولوا «يا زمالك يا مدرسة.. لعب وفن وهندسة».
تشجيع الزمالك يعطيك إحساسا بالتفرد والخصوصية.. تشجيع الأهلى يجعلك مجرد قطرة وسط بحر.
إذا سألت أهلاويا لماذا تشجع الأهلى لأجابك بسرعة وبطريقة ميكانيكية وكأنه «تلميذ بيسمَّع جدول الضرب»: عشان الدم اللى فى عروقى أحمر..! أما لو طرحت السؤال على زملكاوى لاستغرق منه الأمر وقتا.. وغالبا سيغير الموضوع قبل أن يجيبك!
يجبرك الأهلاوية أن تشاركهم فرحتهم بالإكراه!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة