هانى صلاح الدين

د.الطيب وترفعه عن راتبه وعودة هيبة العلماء

الجمعة، 15 أبريل 2011 11:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعب الأزهر على مر تاريخه دورا بارزا فى حياة الأمة الإسلامية، وكان قلب الأمة النابض فمنه تحدى المسلمين الحملات الأوربية الصليبية ومنه واجه المصريين التتار، ومن باحاته انطلقت ثورات المصريين ضد الحملة الفرنسية، كما كان علماؤه علامات فارقة فى الاعتدال والوسطية، وضرب مشايخه من أمثال الشيخ عبد الحليم محمود وشلتوت وجاد الحق، المثل الأروع فى مواجهة الظلم والفساد، ونجحوا فى الترفع به عن التورط فى التبعية للسلطة.

ولا ينكر أحد أن الأزهر شهد كبوة فى العقدين الآخرين، واضطرب دوره بسبب سيطرة نفوذ الطاغية حسنى مبارك ونظامه عليه، وأيضا لوجود علماء سلطة فى مناصبه القيادية، لكن أرى مع اعتلاء د. أحمد الطيب كرسى المشيخة بدأ الأزهر فى التعافى من كبوته، فالرجل منذ وصوله لهذا المنصب وهو يحاول إجراء مجموعة من الإصلاحات فى مؤسساته المختلفة سواء التعليمية أو الشرعية، كما أن مواقفه المتتالية فى الآونة الأخيرة تؤكد محاولته الجدية للتخلص من بسط نفوذ السلطة على المواقف الشرعية لهذه المؤسسة الدينية.

وأتذكر للرجل كلمات عندما أجريت معه حوار بعد توليه منصب مفتى الجمهورية بأيام، حيث قال لى إن الفتوى لن تسيس فى عهده ولن يسمح لأحد أن يجبره على موقف يخالف ثوابت الدين، كما كان جريئا عندما أكد لى فى نفس الحوار أنه لا يجوز بناء قواعد عسكرية للأمريكان على أراضينا الإسلامية.

لقد تحفظت على مواقف عديدة للرجل عندما تولى رئاسة جامعة الأزهر، لكن مواقفه الأخيرة من حادث القديسين الأخير ومحاولاته الدءوب لوئد الفتنة وتصديه بكل قوة لدعاة التشدد والتعصب، ورفضه الواضح للمحاولات الخارجية للتدخل فى الشئون المصرية الداخلية، تحت دعوى حماية الأقباط، وتعريته للموقف الأمريكى والغربى وكشف أهدافهم الخبيثة، وأيضا موقفة الحاسم من تصريحات بابا الفاتيكان المستفزة، وتزعمه لموقف مجمع البحوث الإسلامية الذى اتخذ بالإجماع قرار بتجميد الحوار مع الفاتيكان بعد استغلاله جريمة حادثة القديسين الذى ارتكبها المجرم العادلى ورجاله أسوء استغلال، كل ذلك جعلنى أتأكد أن الأزهر سيشهد نهضة جديدة على يد هذا الرجل.

ومما يزيد إجلالنا لهذا الرجل ما قام به من رد 37 ألفاً و647 جنيهاً لوزير المالية، وهو مجموع راتبه خلال الاثنى عشر شهراً الماضية، أى منذ توليه المنصب ، من اجل دعم الاقتصاد المصرى، ويؤكد لنا ذلك أننا أمام قامة شرعية كبيرة، وعالم يستحق منا كل الإعزاز والتقدير، وأعاد لنا صورة العلماء المترفعين بالعلم عن مكاسب الدنيا.

بل نجح د.الطيب فى التخاطب الجيد مع الدعاة الشباب من خارج الأزهر، فتواصلت لقاءاته معهم وعلى رأسهم د.عمرو خالد ومعز مسعود وغيرهم فى الآونة الأخيرة، وذلك من أجل استيعاب شباب الدعاة وتقديم خطاب دينى معتدل، يستعان فيه بدعاة معتدلين، موجودين على الساحة الإعلامية ومنتشرين بين الشباب، كما أن مبادرته التى عرفت بـ"بيت العائلة المصرية"، جديرة بالاحترام وتعد خطوة نحو توحيد الصف خاصة أن الكنائس المصرية المختلفة ستشارك فيها، وعلماء الدين والاجتماع والحضارة والفكر، وذلك لمواجهة الفتنة والاحتقان الطائفى بأسس علمية، ونشر قيم المواطنة بما لا يتعارض مع مبادئ الأديان وخصوصيتها.

وما نتمناه فى المستقبل أن يقوم شيخ الأزهر برفع كفاءة الدعاة الرسميين، ووضع خطط لتطوير المناهج التعليمية بمؤسسات الأزهر مع المحافظة على أسياسيات الاعتدال والهوية الإسلامية، والمحافظة باستمرار على استقلال الأزهر عن السلطات الحاكمة، حتى تعود ثقة جميع المسلمين من جديد فى مؤسساتهم الدينية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة