إسرائيل تقارن بين موسى والبرادعى فى رئاسة مصر

الخميس، 10 مارس 2011 10:02 م
إسرائيل تقارن بين موسى والبرادعى فى رئاسة مصر موسى
محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ عمرو موسى لديه شعبية كبيرة ولكن سياسته تجاه إسرائيل غامضة.. وتل أبيب تشترط البرادعى رئيساً بعد تمسكه بالسلام.. و«الإخوان المسلمين» لا تمتلك شخصية ذات كاريزما لانتخابات الرئاسة
لم يكن اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية بقرار ترشيح عمرو موسى، لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة أمرا عاديا، فمنذ أن تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك، والآلة الإعلامية الإسرائيلية بجانب الأوساط السياسية والأمنية لم يهدأ لها بال فى وضع السيناريوهات المحتملة وتوقع الشخصيات المرتقبة لتولى زمام الأمور فى مصر، وإبداء المخاوف المختلفة ممن سيتولى الحكم فى أكبر دولة من حيث الحجم والمكانة بالمنطقة.

كان أول تلك المخاوف ما أبداه رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، من مخاوف كبيرة ترجمت إلى إلحاح على الإدارة الأمريكية لإيجاد الصيغة المناسبة لكى يتم نقل السلطة بسرعة من المجلس العسكرى، تحسبا أن يأتى نظام آخر يمكن أن يكون إسلامياً يكرر تجربة رئيس الوزراء التركى «رجب طيب أردوغان».

مصادر رفيعة بالحكومة الإسرائيلية عقبت على قلق نتنياهو قائلة لصحيفة معاريف الإسرائيلية إن هذا ليس السيناريو الوحيد الأرجح، حيث يمكن أن يأتى فى الحكم إحدى الشخصيات المستقلة، التى تحظى بقبول شعبى واسع ولها صلات قديمة داخل المؤسسة العسكرية مما يعنى أن مصر، يمكن أن تتحول إلى تركيا أخرى، وهذا ما يزيد التخوف والترقب داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية.

وعن نية عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية ،علقت الصحف ووسائل الإعلام العبرية على هذا الأمر بصورة مكثفة، حيث وصفت القناة العاشرة بالتليفزيون موسى بأنه يتمتع بجماهيرية واسعة داخل الشارع المصرى، خاصة المعارضة الشديدة التى يبديها موسى للسياسة الإسرائيلية طيلة السنوات التى تولى فيها وزارة الخارجية.

وعن فرصة جماعة الإخوان المسلمين لتولى هذا المنصب الحساس كتب المحلل السياسى «يعقوب عميدور» فى صحيفة «يسرائيل هايوم» الإسرائيلية، أن المتظاهرين فى مصر خرجوا إلى ميدان التحرير وهم يحملون شعارين أحدهما إيجابى والآخر سلبى، لكنهم تمكنوا من تحقيق هدف واحد فقط وهو إسقاط الرئيس مبارك، موضحا فى مقاله الذى حمل عنوان «من الضرورى وقف الإخوان المسلمين» أنه غير واضح كيف سيتمكن الشعب المصرى من تحقيق الهدف الآخر وهو إجراء انتخابات نزيهة، حيث إن الأجهزة المراقبة على الانتخابات معطلة وليس من الوارد إجراء هذه الانتخابات فى الفترة المقبلة، على حد مزاعمه بالطبع.

وقال عميدور إن الجيش المصرى يواجه تحديات كبيرة أهمها منع الفوضى والعمل على الجمع بين انتخابات الرئاسة المتوقعة فى شهر سبتمبر المقبل وبين الانتخابات البرلمانية الجديدة، والعمل على تغيير الدستور والتهيئة لوضع جديد كما هو مطلوب منه، مؤكدا أن أصعب التحديات التى تواجه المجلس العسكرى والمقلق أيضا جماعة «الإخوان المسلمين» لكونها الحركة الوحيدة التى لها مفهوم واضح ومنظمة بشكل كبير ومنتشرة فى الشارع المصرى مما يعزز فرصتهم فى الفوز بالانتخابات النزيهة المقبلة.

وأوضح المحلل الإسرائيلى أن الإخوان المسلمين فازوا بـ88 مقعدا فى البرلمان المصرى أى ما يمثل 20% من أصوات الناخبين رغم الضغوط التى مارسها الحزب الوطنى فى انتخابات 2005، مشيرا إلى أنه من المرجح أن يحصل الإخوان على ربع أصوات الناخبين فى الانتخابات البرلمانية القادمة.

وقال عميدور إنه على الرغم من أن الإخوان أعلنوا أنهم لن يرشحوا أحدا فى انتخابات الرئاسة المقبلة، فإن السبب الواضح هو أنهم لا يملكون شخصية ذات كاريزما تضمن نجاح الجماعة فى الانتخابات وإقناع الجماهير بأنه الرئيس الخامس لمصر، لكن التأثير الكبير للإخوان سيكون من خلال البرلمان.

وأوضح عميدور أن الإخوان يحاولون تقليل الخوف الذى يسيطر على العالم من أن الإسلاميين أصبحوا يسيطرون على الشرق الأوسط بعد إيران وحماس فى غزة وتنامى التيار فى سوريا والأردن.

أما الدكتور محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير، فقد أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اعترافا ضمنياً بقبولها للبرادعى رئيسا لمصر فى المرحلة المقبلة، وذلك لاطمئنان إسرائيل من موقف البرادعى تجاهها، والذى أكد فيه حرصه الكامل وتمسكه باتفاقية السلام التى وقعت بين القاهرة وتل أبيب بمنتجع كامب ديفيد عام 1979.

وقال الإعلام الإسرائيلى إن تصريحات البرادعى التى أكد فيها أن السلام مع إسرائيل يجب أن يستمر، أعادت الاطمئنان والرضا لدى الحكومة الإسرائيلية والكثير من الإسرائيليين الذين ظهرت مخاوفهم من إلغاء معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب، إثر الأحداث الأخيرة التى تفجرت فى مصر، والتى طالبت برحيل الرئيس مبارك ونظامه.

وظهرت حالة القلق والحذر والترقب هذه لدى إسرائيل بسبب المخاوف من نجاح جماعة الإخوان المسلمين فى اعتلاء السلطة فى مصر بعد تصاعد الأحداث مؤخرا، وقيام الإخوان إثر ذلك بإلغاء اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وهذا ما حذر منه الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز مؤخرا، مؤكدا أن الإخوان معادون للسلام والديمقراطية.

فيما رأى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، موشى يعالون، خلال حواره مع إذاعة الجيش الإسرائيلى، أن مصر تمر حاليا بفترة انتقالية يقودها الحُكم العسكرى، الذى يواجه 3 تحديات، سيعمل الغرب على مساعدته فى مواجهتها، مشيرا إلى أن أول هذه التحديات، هو الاقتصاد، مضيفا: «أنا أعتقد أن هناك حاجة لخطة كخطة مرشال من أجل مصر، ففى نهاية الأمر على النظام الحاكم إطعام 87 مليون نسمة، وإن لم يتغلب النظام على هذا الأمر فلن يصمد أى نظام حكم فى مصر فى هذه الحالة».

وأشار وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية إلى أن التحدى الثانى الذى يواجه مصر هو التحدى «الأمنى»، حيث إنه وفى ظل الوضع غير المستقر قد تحاول جهات متطرفة كالقاعدة وإيران، استغلال الوضع، مؤكدا أنه بإمكان إسرائيل والغرب مساعدة مصر فى هذا الجانب، على حد زعمه.

ولفت إلى أن التحدى الثالث هو «الملف السياسى»، حيث يوجد حاليا فترة انتقالية، يجب أن يأخذ فيها الحاكم العسكرى الوقت الكافى للتوجه نحو الانتخابات الفورية، ذاكراً أن فكرة الديمقراطية -الانتخابات- قد أثبتت فشلها، مستدلا بفوز حماس فى الانتخابات الفلسطينية وصعود حزب الله فى لبنان.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة