محمد بركة

هل أخطأنا فى حق السلفيين؟

الخميس، 08 ديسمبر 2011 03:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أننا أخطأنا جميعاً حين وضعنا «كل» السلفيين فى سلة واحدة، لم نتعرف على ملامحهم عن قرب، ولم ندرك الفوارق الواضحة بين شيخ يخطب فى قرية نائية وينظر إلى المصريين من فوق جمل، وبين شاب طموح حصل على الدكتوراه فى الهندسة من ألمانيا، وينظر إلى وطنه من فوق صاروخ، الاثنان ينضويان تحت لافتة «سلفى» والاثنان يطلقان اللحية، لكن ما أوسع الهوة بينهما. أخطأنا جميعاً حين ضخمنا وهولنا من مقولات خارج العصر وتخاصم روح الوسطية لدى المصريين يطلقها إمام فى خطبة جمعة أو شيخ فى ندوة بعد صلاة المغرب، وتناسينا أن ما يجب أن يشغلنا فى هذه اللحظة هو الكيان السياسى الذى خرج من عباءة السلفية وأعنى به حزب «النور»، فهذا هو الفصيل الحقيقى الذى يعنينا بعد أن اختار آلية ديمقراطية محددة للتواصل مع الجماهير.
الإشارات الصادرة عن الحزب السلفى الأكبر مؤخراً فاجأتنى ونزلت علىّ برداً وسلاماً.. د. نادر بكار، المتحدث الإعلامى باسم الحزب، استنكر ما تناقلته وسائل الإعلام من قضايا مفتعلة وتتجاهل التحديات الحقيقية فى البناء والتنمية مثل نية الحزب منع المرأة من قيادة السيارة مؤكداً أن قيادة حواء المصرية لسيارتها «مسألة محسومة» ومن أفتى من شيوخ السلفية بمنعها من ذلك ففتواه تخصه وحده.
د. يسرى حماد، المتحدث الرسمى باسم حزب النور، استنكر هو الآخر الدعوة إلى منع المرأة من العمل وقال إن زوجته وبناته هو شخصياً يعملن ثم إن 60% من العائلات المصرية إما تعولها امرأة بمفردها أو تشارك فى إعالتهن كتفاً بكتف مع الرجل، فكيف يخطر ببال أحد أن يدعوها لأن تجلس فى بيتها؟! «التهميش» أو الإقصاء، وفى إشارة إلى قضية المواطنة وعدم التمييز بين المواطنين على أساس الدين، قال الرجل إن الحزب يؤمن بأن جميع المواطنين أمام القانون سواء، وعن القضايا الخلافية الفقهية المثيرة للجدل والقلق أيضاً قال إن لدينا مؤسسة الأزهر التى نرتضيها جميعاً. رويداً رويداً، يحدث «فرز» على الساحة السلفية، والمطلوب من الرأى العام أن يتعامل بقلوب وعقول منفتحة مع حزب النور، فمن الواضح أننا نسمع عنه أكثر مما نسمع منه، وعلى الحزب نفسه أن يكثف من حضوره الإعلامى بهذا الخطاب الوطنى المستنير، وأن يزيد من جرعة الطمأنينة لدى الأقباط وقطاعات واسعة من المسلمين ويقدم نفسه باعتباره نسيجاً وطنياً يتسع لكل المصريين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة