أيمن نور

اعترافات الفراشة القاتلة

الثلاثاء، 06 ديسمبر 2011 07:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت جالسا بمكتبى بمقر جريدة الغد بشارع بولس حنا بالدقى.
كانت الساعة تجاوزت «الثانية» بعد منتصف الليل، وكنت أعد للإصدار اليومى للغد.
أبلغنى موظف أمن الجريدة أن رجلا ضخم الجثة مفتول العضلات يطلب مقابلتى ويرفض الإفصاح عن اسمه أو أى معلومات عن أسباب المقابلة!

وموظف الأمن وهو شاب صغير السن - من باب الشعرية - بدت عليه ملامح الفزع وكان الذعر يتخلل نبرات صوته وهو يطلب ألا أقابل هذا الشخص منفردا.
فزع موظف الأمن، حملنى لشجاعة «مفتعلة» وقبل أن أقول له اسمح له بالدخول كان الشاب الضخم يتوسط الغرفة ويطلب الانفراد بى فى غرفة أخرى غير غرفة مكتبى!
بالفعل اصطحبته إلى إحدى زوايا صالة التحرير وبادرته بالسؤال: خيرا!
قال: للأسف ليس خيرا!
قلت له: من سيادتك؟!
قال: أنا الشخص الذى كان مكلفا بقتلك يوم الاستفتاء على تعديل الدستور فى 25 مايو.
قلت: كيف هذا؟
قال كنت مكلفا بترقب وصولك من منزل مواجه لمدرسة خليل أغا بشارع الجيش أعلى استديو للتصوير، وكانت معلومات المهمة أنك ستصل لهذا المقر الساعة الثانية عشرة إلى الثانية عشرة والنصف وستحدث مشاجرة فى المسافة بين الباب الحديدى الخارجى والباب الخشبى الداخلى ولحظتها سأطلق طلقة واحدة عليك! تنهى المهمة!
قلت له: ولماذا لم يحدث هذا؟!
قال: لأنك لم تحضر وتم إلغاء المهمة!
قلت له: ولماذا تبلغنى الآن!
قال: لأنى تركت عملى والتحقت بالعمل بإحدى الشركات المصرية فى الخارج!
«ملحوظة» قدم لى صورا لشهادات دورات تدريبية خارجية حصل عليها فى مكافحة الإرهاب وتخليص الرهائن والقنص، للتأكيد على طبيعة عمله السابق!
سألته: ولماذا تركت عملك؟!

قال: تعرضت لحالة نفسية بسبب تنفيذى لعمليات تصفية لملاحقين من التنظيمات السرية بعد السيطرة عليهم فيما وصفه بعملية «الفراشة»!
روى لى أيضا تفاصيل وتواريخ وأسماء، كما روى لى تفاصيل عن عمله الجديد!
سألته: وماذا تريد منى الآن؟!

قال: لا شىء فقط أردت أن أبوح لك وأحذرك!!
قبل أن ينصرف قال لى: تحت مكتبك الآن عدد من سيارات المراقبة أعطانى أرقامها وأسماء الموجودين داخلها وكذلك دراجة بخارية مؤكدا أن أحدا منهم لم يره أثناء صعوده.
انصرف الشاب تاركا عشرات الاستفهامات حول ما قاله! وحقيقة شخصيته؟! هل هو كاذب أم صاديق؟ مدفوع أم فاعل خير؟!

قررت أن أختبر المعلومة الأخيرة التى أفصح عنها فغادرت الجريدة وتفحصت أرقام السيارات المجاورة لى، وحركاتها فوجدتها مطابقة لما أفصح عنه تماما وكذلك الدراجة البخارية!
تكتمت الحكاية ولم أروها إلا للصديق إبراهيم عيسى، الذى نشرها بعد أكثر من عام فى مقال له بـ«الدستور».

منذ أيام قليلة شاهدت أثناء عشاء ضم الأصدقاء المهندس أسامة كامل، والأخ الحبيب عمرو الليثى، والصديق القديم أسامة رشدى، فيلما مسجلا لأحد كبار الضباط، يعترف فيه بصدور تعليمات له بتصفية أسامة رشدى جسديا من وزير الداخلية!
تذكرت الواقعة السابقة وسألت نفسى: إلى متى ستظل هذه الجرائم بلا عقاب؟!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى نور الدين

الى متى يستمر الامر

عدد الردود 0

بواسطة:

مي وهبه

هم القناصة

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير حسين

ربنا يحفظك

عدد الردود 0

بواسطة:

حامد ابو بكر

متى سننتهى من التصفيات الجسدية

عدد الردود 0

بواسطة:

سعد كامل

عمر الشقى بقى يا دكتور

عدد الردود 0

بواسطة:

مازن على

الى ابد الابدين

عدد الردود 0

بواسطة:

باسم شمس الدين

ليه؟

عدد الردود 0

بواسطة:

سامح مرزوق

قالها سعد زغلول

عدد الردود 0

بواسطة:

شريف جاب الله

إنهم أقذام

عدد الردود 0

بواسطة:

كرم مؤنس

وقتل قابيل هابيل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة