محمد بركة

آه يا مجلس خالتى صفية

الخميس، 29 ديسمبر 2011 07:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى القرون الوسطى التى يطيب لبعض المؤرخين تسميتها عصور الظلام أو Dark Ages اتخذت بعض الكنائس الأوروبية موقفاً غريباً وعجيباً من الزواج، حيث تعاملت باعتباره «شرا لابد منه»، أى أنه مجرد وسيلة للتناسل وحفظ النوع، أما الاستمتاع الجنسى بين الزوجين فحرام يا ولدى حرام، وبالتالى فهو «شر» لأنه يتضمن اللقاء الساخن بين ذكر وأنثى و«لابد منه» لأجل خلفة العيال!

المشهد السياسى فى مصر الحبيبة يجبر العبد لله على استعادة هذا التراث الأوروبى القديم، فلا أجد بداً من التعامل مع المجلس العسكرى إلا كما تعامل متطرفو أوروبا قبل مئات السنين مع الزواج. المجلس الموقر أصبح شراً لأنه لم يعترف، على أرض الواقع وبعيداً عن البيانات الرسمية، بأن ثورة ما قامت فى مصر، فلم يهدم النظام القديم أو يحاكم رموزه أو يكرم أسر الشهداء، كما يليق أو يعالج المصابين كما ينبغى. أصبح شراً لأن المعتقلين سياسياً على يد قضائه العسكرى أصبحوا بالآلاف، والمعتصمون أُحرقت خيامهم والثوار اتهمهم بالعمالة، كما أنه وضع العقدة فى المنشار حين جعل الانتخابات أولاً وسلم قط الأغلبية البرلمانية مفتاح الدستور.

ومع ذلك، فإن المجلس العسكرى «لابد منه» لأن مخطط تشويه الثوار يمضى على قدم وساق، ولم تعد الناس تحتمل سماع كلمة التحرير والأغلبية المطلقة من الشعب تؤمن أن المجلس هو الجيش والجيش هو المجلس، وبالتالى فالرعب يجتاح البيوت إذا ما ذُكرت كلمة «مجلس رئاسى مدنى».. والحل هو أن نرضى بالجدول الزمنى الحالى والذى يضمن رحيل العسكر فى نهاية يونيو المقبل، بشرط أن نمارس أقصى درجة الحذر والحيطة والرقابة وأن نحاكم قتلة الشهداء ونكفل حق المعتصمين والمتظاهرين فى الاحتجاج الآمن مع النضال لاستكمال بقية أهداف الثورة.. وارحمونا وحياة والديكم من حكاية أن يتولى رئيس مجلس الشعب رئاسة الجمهورية فوق البيعة ومعلهش.. استحملنا مبارك 30 سنة.. نعصر على نفسنا لمونة «تانية» ونستحمل شوية كمان وكلها 6 شهور.. وعندها لن نضطر للهتاف:
ـ آه يا مجلس خالتى صفية
إنتو آخركو العباسية








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة