محمد بركة

سلفيون وليبراليون.. وقشطة بالشطة!

الخميس، 17 نوفمبر 2011 04:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصدق بإيه..؟ قول لا إله إلا الله.. الليبرالى رجل مجدع وغيور، يصلى الفرض بفرضه ويتقى خالقه فى أشياء كثيرة لا تخطر على بالك! عيبه الوحيد عيب خلقى، يعنى ملوش ذنب فيه، أقصد أن اسمه خواجاتى حبتين وموش مفهوم فى البيوت المصرية، بل ويوحى بنوع من الميوعة غير المحبذة فى صعيدنا الجوانى! ومع ذلك لجأت إلى استخدام هذا الاسم «مُكره أخاك لا بطل» بسبب انتشاره الكثيف فضائيّا وأرضيّا وكوكبيّا، وليلاتى قبل النوم كثيرًا ما كان يعن لى أن أستبدله بمصطلح آخر يلقى نوعًا من القبول الشعبى، ولا يخل فى الوقت نفسه بمضمونه.. ولأنى من عشاق البلح الأحمر «زغلول» كنت أسارع إلى إخراج طبق كبير غويط أودعته الفريزر منذ عشر دقائق وأمارس هوايتى الخالدة فى قزقزة تلك القطع الشهية، وعلى صوت قعقعة أسنانى أتساءل: كلمة ليبرالى ممكن نستبدلها بإيه...؟ فكر معايا.. لو قلت: «مدنى». لقال الإخوان: نحن لسنا ضد الدولة المدنية، فلماذا تختصه وحده بهذه الصفة؟ ولو قلت: «تقدمى». لأساء الإخوة من أصحاب اللحى الكثة الظن بى وقالوا: وهل نحن متخلفون؟ ولو قلت: «المتحرر». لاعتقد القوم أنه متحرر من القيم والأخلاق.. وطبعًا لم تخطر كلمة «علمانى» على بالى لأنها تكاد تصبح بسبب شهوة التكفير ومصادرة الآخر وصفًا يعاقب عليه بوليس الآداب!

إذن دعنا من لعبة الكراسى الموسيقية الاصطلاحية وتعال نتفق على أن «الليبرالى» ليس كما يعتقد الإخوة المتدينون شخصًا منفلتًا من عقاله يدعو للفحش تحت ستار الحرية والتحرر، إنما هو فقط وببساطة متناهية شخص يؤمن بالديمقراطية وتداول السلطة والطابع المدنى للدولة دون إنكار هوية مصر الإسلامية مع كفالة حرية التعبير.. يعنى الخالق الناطق المبادئ العامة للدستور، أى دستور بشرط أن يكون محترمًا!

السلفيون فى المقابل ليسوا جميعًا من أنصار فرض زى موحد على النساء، بل وفيهم كثيرون وضعوا أقدامهم على طريق النضج وبدأوا يفصلون بين ما هو «وعظى» وما هو «سياسى». طيب لو كنا فهمنا الليبراليين غلط، وأسأنا للسلفيين بأن وضعناهم جميعًا فى سلة المعاداة للمرأة وللعصر وللتقدم، ألا يذوب إذن كثير من الفوارق المصطنعة بين الجبهتين اللتين تجهلان بعضهما البعض.. ألا يمكن أن تتفقا على أهداف مشتركة من أجل البلد.. أم تظل الحرب مستعرة بينهما؟ والجمع بينهما مستحيل على طريقة عم حسين الذى تربيت على صوته قديمًا وهو يهتف هادرًا معلنًا عن صنفين لا يجتمعان فى بضاعته التى يروح ويغدو بها عبر قطار الدرجة الثالثة خط المنصورة دمياط:
ترمس.. وحلبة... وقشطة بالشطة!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة