علاء صادق

الأوليمبى يكرّم عز الدين يعقوب

الثلاثاء، 11 يناير 2011 07:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وراء كل بطل عظيم فريق عمل أكثر عظمة وتفانياً. وأمام كل ناشئ أو بطل جديد نجم فذ يتخذه قدوة ونموذجاً ومثلاً يحاول تقليده والوصول إلى مستواه.

النجاح لا يقف أبدا عند فرد واحد.
والعمل الجماعى من أهم القيم فى حياتنا.
والنجاح فى الرياضة عامة وفى الألعاب الجماعية، لاسيما كرة القدم، يرتبط أولا ودائما بالعمل الجماعى.. ولكن يدرك المخضرمون فى عالم كرة القدم (من أمثالى أو الأكبر سنا) أن خالدى الذكر، الفريق أول سليمان عزت رئيس النادى، والمهاجم الخطير عز الدين يعقوب هداف الفريق، كانا حجر الزاوية فى الفوز الأسطورى والوحيد للنادى الأوليمبى، والفوز الوحيد أيضا للإسكندرية ببطولة الدورى الممتاز لكرة القدم موسم 1965-1966.

واليوم ينظم مجلس إدارة النادى الأوليمبى حفلا لتكريم هدافه الأول على مر العصور ونجمه الأبرز عند الفوز ببطولة الدورى، عز الدين يعقوب أو قلب الأسد.. وهو بالمناسبة اللاعب الوحيد فى تاريخ النادى الأوليمبى الذى توج منفردا بلقب وجائزة هداف الدورى الممتاز فى أحد مواسمه (1965-1966)، ونال الجائزة على حساب الأفذاذ حسن الشاذلى ومصطفى رياض فى الترسانة، وحماده إمام وعلى محسن فى الزمالك، وطه إسماعيل فى الأهلى، ومحمد شاهين فى المصرى، وكرم وأبو سريع فى السكة الحديد، وفؤاد مرسى فى الاتحاد، ولوفة وعادل زين فى القناة، وحميد وحمد الله فى السويس.

الأغلبية من عشاق كرة القدم الآن لا يعرفون شيئا عن عز الدين يعقوب أسرع لاعب كرة فى تاريخ مصر، وهو أول لاعب كرة يتوج بميدالية ذهبية عربية فى ألعاب القوى بجوار مشاركته فى منتخب مصر لكرة القدم.. وكان عز الدين بطلا دائما لمصر فى مسابقة الوثب الطويل، وقارب على تخطى حاجز ثمانية أمتار، وكان على مشارف كسر الثوانى العشر فى سباق المائة متر عدوا.

عز الدين النجم الأسمر صاحب الخلق الرفيع لم يتعرض للطرد طوال مشواره مع كرة القدم منذ عام 1960 حتى اعتزل فى منتصف السبعينيات، وكان نموذجا للمنافس المهذب مع كل لاعبى الفرق الأخرى وجماهيرها ومع الحكام، ولا يذكر أى لاعب أو متفرج أن عز الدين سقط داخل منطقة الجزاء بطريقة تمثيلية لاستجداء ركلة جزاء من الحكام.

اليوم يجتمع رجال النادى الأوليمبى القدامى والحاليون ومعهم إخوانهم من أهل الرياضة والإعلام والمجتمع فى الإسكندرية للاحتفال بزميلهم وشقيقهم المريض، وهو احتفال من شأنه أن يعيد الابتسامة المفقودة إلى شفاه عز الدين بعد أن عانى إهمالا وتجاهلا طويلين.

سيلتقى عز الدين مع أستاذه ووالده الروحى عميد بحرى إبراهيم الجوينى، ومعلمه حسنى عونى، ومع زملائه عبد الرؤوف مرشدى ورفاعى سرور وإسماعيل اليمنى وسعيد قطب ومحمود بكر ومصطفى شتا وفاروق السيد ومحمد السكران وسيد محسن وعلى النجار وغيرهم من النجوم، وكم يسعده أن يتواجد نجوم نادى الاتحاد المنافس الأزلى للأوليمبى فى الثغر الجميل، وبينهم هداف الاتحاد فى زمن عز الدين يعقوب وهو شقيقه الأصغر أحمد يعقوب، ثانى أسرع مهاجم فى تاريخ الكرة المصرية، وكذلك فؤاد مرسى وأحمد أباظة وجابر الخواجة وشحتة وبوبو.

ولعل سمير زاهر، رئيس مجلس اتحاد كرة القدم، يسمع بحفل التكريم ليحضر بنفسه، وهو لعب غير مرة ضد عز الدين يعقوب فى الستينيات والسبعينيات عندما كان زاهر لاعبا فى نادى دمياط، أو بعد انتقاله إلى الأهلى، ولعل زملاءه من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، وعلى رأسهم المهندس هانى أبو ريدة عضو مجلس الشعب الجديد، يتسابقون أيضا للحضور ومصافحة عز الدين وتكريمه ودعمه ماليا واجتماعيا.

تكريم تأخّر ولكنه جاء، وأتمنى أن يتلوه أكثر من تكريم لعظماء النادى ونجومه، وعلى رأسهم الجوينى وعونى ومرشدى وسرور واليمنى.

الأوليمبى أقدم الأندية المصرية الرائدة فى كرة القدم، وتأسس قبل الأهلى والزمالك، وهو أكثر الأندية المصرية فوزا بالميداليات الأوليمبية فى التاريخ، ويحمل اليوم ريادة من نوع آخر بتكريم نجوم الماضى.

وأرجو أن تحذو كل الأندية حذو الأوليمبى.. والعمر يجرى بسرعة.. ونحن نفقد فى كل عام، بل فى كل شهر، نجما أو أكثر من عباقرة الرياضة المصرية الذين رفعوا شأن بلدهم وأنديتهم، وأسعدوا جماهيرهم اعتبارا من الأربعينيات حتى اليوم.

لايزال بيننا الرائع حمدى كروان، ظهير مصر والأهلى فى الثلاثينيات والأربعينيات، أطال الله فى عمره، وهو- على حد علمى- النجم الأقدم الآن بين الأحياء، وعادل هيكل وطارق سليم ومحمود الجوهرى وميمى الشربينى وطه إسماعيل وغيرهم فى الأهلى.. وعبد العزيز قابيل وزكى عثمان ويكن حسين وأحمد مصطفى ونبيل نصير ومحمود أبو رجيلة وحمادة إمام وغيرهم فى الزمالك.. والعشرات من الأفذاذ من نجوم الاتحاد والمصرى والإسماعيلى والترام والسكة والقناة والمحلة والأندية الأخرى.

كم نحن بحاجة إلى إحياء ماضينا وتكريم رموزنا. هؤلاء هم القدوة أو النموذج، والذين يسعى الشباب لتقليدهم والوصول إلى أمجادهم.. ولابد أن يعرف الشباب والصغار أن بلدهم سيرد لهم الجميل ويكرمهم عندما يتقدم بهم العمر.
شكرا للأوليمبى وشكرا لعز الدين يعقوب.

وفى انتظار المئات من الحفلات المماثلة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة