تملك الفنانة غادة عبد الرازق حضوراً استثنائياً على الشاشة، لقد نضجت على نار هادئة واقتحمت عش الدبابير فى تجسيدها الرائع للشخصيات المنحرفة، لكن الأهم من كل هذا أنها نموذج نادر للفنان الواضح الصريح مع نفسه! لقد سئمنا هؤلاء الفنانات اللواتى لسن فوق مستوى الشبهات فى حياتهن الخاصة، ومع ذلك يصممن فى كل شاردة وواردة على التأكيد على أنهن "صاحبات رسالة" ويخترن هذا الفيلم أو ذاك الدور ليس من أجل لقمة العيش والشوبنج والفيلات، بل علشان "الرسالة" إياها!
شاهدت مؤخراً حلقة "غادة" فى برنامج "بدون رقابة" ليتأكد لى مجدداً أنها ترفض الاستخفاف بالمتفرجين ولا تتعامل معهم على أنهم أطفال مشاغبون فى KG1 وفى حاجة إلى من يذكرهم بأهمية شرب اللبن قبل النوم.
تقول غادة دائماً إنها بلا رسالة وبلا قضية، وأنها مجرد فنانة تبحث عن الدور الجيد الذى يستفز قدراتها وكفى! وكم كانت المذيعة وفاء الكيلانى غريبة حقاً فى إصرارها على استنطاق غادة بما لا تريد أن تقوله! وكم نحن فى حاجة إلى أن يعرف فنانونا الأفاضل أن الترفيه والتسلية فى حد ذاتهما رسالة، وأن القضية الحقيقية التى يجب أن تشغل بال الفنان هى تجويد الأداء.. وكفانا كلاماً كبيراً نخلعه على تفاصيل تافهة!
