بسمه موسى

ليالى رمضان

الأحد، 22 أغسطس 2010 08:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسعد دائما بشهر رمضان وأشعر بالفرح والسرور عند قدومه،وخصوصا أنه مميز جدا فى مصر ويشعر الزائر لمصر فى هذا الشهر بمظاهر الفرح والسرور والزينة وموائد الرحمن التى تنتشر فى كل مكان. ونظرا لاننى تربيت فى منزل به جيران من كل الاديان ومختلف الجنسيات والالوان ولكنه كان نموذج لعشق مصر, كان المنزل به مصريون بحراوية ونوبيون وكذلك يونانيون وايطاليون وفيه الابيض والاسمر اللون . وكنا نحتفل سويا بكل الاعياد , وكنا نأكل كحك العيد ثلاث مرات فى العام. كنت اعتقد وانا صغيرة اننا عائلة واحدة لان البيوت كلها كانت مفتوحة لنا وكنا كاأطفال نلهو سويا فى اجازة الصيف ونحزن لو اى طفل منا اصيب بنزلة برد فى حر الصيف لانه اسوا من برد الشتاء فكنا نتجمع سويا لندعوا له بالشفاء…. لقد عادت بى الذكريات سنوات للوراء وكيف كانت مصر جميلة. وعندما كان يأتى شهر رمضان نتجمع وكل اطفال الشارع نلعب بالفوانيس ونضحك ونخبط على البيوت ونهنئهم بالصيام.

فالحكمة من الصيام كما تعلمت من صغرى ليس فقط فى الامتناع عن الطعام ولكن محاولة تزويد الروح بما انزله الرحمن من هدى ونعم للعالم الانسانى واعظمها هى الخدمة لكل البشر التى تمثل احد مطالب الله من عباده , علنا نتذكر فى هذا الشهر الكريم كيف نساهم فى اعمار العالم بالمحبة والافعال الراضية المرضية ومساعدة الاخرين والاخذ بيد الضعيف والابتعاد عن ماتحزن به الروح, بل والسعى للتقارب ونبذ كل صور البعد بين الاهل والاصدقاء . كل عام والمسلمين وكل البشر فى كل بقاع العالم بخير وحب وسلام .

وللذى لم يزر مصر من قبل له ان يعرف ان لفانوس رمضان قصة لطيفة فقد عرف المصريون فانوس رمضان عام 358 هـ وقد وافق هذا يوم دخول المعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليلاً فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب وقد تحول الفانوس من وظيفته الأصلية فى الإضاءة ليلاً إلى وظيفة أخرى ترفيهية إبان الدولة الفاطمية حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون، كما صاحب هؤلاء الأطفال – بفوانيسهم – المسحراتى ليلاً لتسحير الناس، حتى أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان وألعاب الأطفال والاغانى الشهيرة فى هذا الشهر مثل اغنية وحوى وحوى للمطرب الشعبى الاصيل محمد عبد المطلب اما ام الدنيا مدينة القاهرة فتلألأ فيها الاضواء حتى الصباح حيث يحلو السمر مع الاهل والخلان. ادعو الله فى هذه الايام ان يشمل مصر برعايته وفضله واحسانه فقدوم رمضان بمصر له الكثير من مظاهر الفرح والبهجة التى تملا قلوبنا بالسعادة حيث تمتلأ الشوارع والمنازل بالمصابيح الملونة وشوادر الكنافة والقطايف اللذيذة . والاهم من ذلك كله لذة الصيام والتقرب الى الله . كل عام ومصر بخير وسلام والمسلمين فى مصر والعالم بخير ومحبة و صوما مقبولا وافطارا شهيا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة