هانى صلاح الدين

رمضان ومولد "سيدى الانتخابات"

الخميس، 12 أغسطس 2010 11:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن أظلنا شهر رمضان وتحول رجالات الحزب الوطنى خاصة المتطلعين منهم للانتخابات البرلمانية إلى مشايخ، يتجولون فى القرى رافعين شعارات التقوى والصلاح، مستخدمين كل الشعارات الدينية التى حرمها النظام، من خلال التعديلات الدستورية على القوى السياسية، وذلك بخلاف اللافتات التى امتلأت بها قرى مختلف المحافظات، وتحمل شعارات التقوى والإيمان.

ومن هذه النماذج وجدنا أحد رجال الوطنى يرفع شعار "رجل يصحبك للجنة وهناك تتهنا ..انتخبوا العارف التقى .."، وآخر رفع شعار "صومك أمانة وصوتك أمانة فامنحه لأخوكم الصائم".. وثالث "الصوم جنة والصوت أمانة ومصر تنتظر وقوفكم بجوار مرشحى الحزب الوطنى".

ووجدنا أحد رجالات الوطنى علق لافتة كتب عليها "هل هلاله كثير بركاته لا تنسوا الهلال والجمل"، ووصل الأمر ببعض مؤيدى ترشيح جمال مبارك للرئاسة إلى دخول أوكازيون الشعارات الرمضانية، فرفعوا شعار "رمضان جانا وجمال معانا وبكرة هنحمل الأمانة افرحوا يا مصريين ".

وذلك بخلاف موائد الرحمن التى انتشرت فى بيوت المتطلعين للمقاعد البرلمانية بالأرياف، وشوارع المحافظات، وإن كان ذلك فيه إيجابية إطعام المساكين والفقراء وما أكثرهم من أبناء شعبنا، لكن أصبح هؤلاء يوظفون هذه الموائد لمصالحهم السياسية.

بل وجدنا أمانات الحزب الوطنى بالمراكز تجمع الأموال من هؤلاء المتطلعين من أجل توزيع شنطة رمضان على الفقراء، ويدون على الشنطة رمز الحزب وتذكير بالوقوف بجوار مرشحى الوطنى فى الانتخابات البرلمانية القادمة، وأنا لست ضد أن يقوم أى حزب بدوره الاجتماعى فى مساعدة الفقراء، أو حتى استخدام الشعارات الدينية ، لكن ضد أن يسمح حزب النظام الحاكم لنفسه بهذا الحق، فى حين يحرم ذلك على باقى القوى السياسية، بل ويعتقل ويسجن من يقوم بتوزيع هذه المعونات على فقراء مصر، رافعين شعار "حلال لنا حرام على غيرنا ".

وبذلك وجدنا أن رجالات الحزب الوطنى نصبوا مولد "سيدى الانتخابات"، مرتدين ثوب التقوى والصلاح، رافعين الشعارات الدينية بكل أشكالها وألوانها، محاولين أن يستغلوا إيمانيات الناس المرتفعة فى رمضان وتوظيفها لصالحهم، لعلهم ينسوهم الفساد والاستبداد والاحتكار الغارق فيه رجال النظام ورموزه، متناسين أن الشعب لن ينسى مرارة أكثر من 30 عاما أثقلت كاهله، وأغرقته فى الفقر والظلم، بل أرى أن أبناء شعبنا سيردون على هذه الحملات برفع كف الدعاء إلى السماء، حتى يخرجه الله من تحت يد المفسدين الذين أذلوا العباد والبلاد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة