هانى صلاح الدين

مدارس تعليم "قلة" الأدب

الأربعاء، 28 أبريل 2010 12:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الماضى كانت المدارس قلاعاً للعلم والتربية، ويتلقى بها الطلاب القيم والأخلاقيات، وكانت مدارسنا زاخرة بالنماذج المشرفة من المعلمين والطلاب، ولذلك وجدنها تخرج لنا طلاباً نابغين فى مختلف المجالات، رغم ضعف المناهج وما بها من حشو.

ولا يختلف اثنان على أن المعلم فى الماضى كان قدوة لطلابه فى كل تصرفاته، وكان الطلاب يجلونهم ويحسبون لهم ألف حساب، ولا أنسى لى موقفاً شخصياً مع أحد معلمىَّ، حيث دفعنى أحد رفاق السوء للتدخين فى المرحلة الثانوية، ومن سوء حظى أن أحد معلمىَّ رآنى أدخن سيجارة فى مكان منعزل ببلدتى، فما كان منه إلا أنه لقنى درساً كان قاسياً فى وقتها، حيث قام بمعاقبتى بـ18 صفعة على وجهى أمام زملائى بالفصل، وبعد وصلة التأديب أكد لى أنه فعل ذلك لأنه يعتبر طلابه أبناءً له، ولن يسمح لأحد أبنائه بالانحراف عن السلوك القويم، ومرت الأيام وعلمت مدى حرص معلمى علىَّ، خاصة بعد أن أقلعت عن التدخين الذى كان سيدمر صحتى، بل رأيت معلمينا يحاسبونا على أداء الفرائض، ويغرسون فينا قيم الصدق والعفة وغض البصر عن المحرمات، فكانت التربية والعلم شعار مدارسنا فى الزمن الجميل.

أما الآن فقد انقلبت الأمور رأساً على عقب، وتحولت المدارس إلى مؤسسات لتخريج أجيال مشوهة علمياً وتربوياً، ولعلكم تابعتم ما أعلنه وزير التربية والتعليم أمس، حول واقعتى تحرش جنسى وشذوذ داخل المدارس، وأريد أن أكد لمعالى الوزير أن ما خفى كان أعظم، فتقارير المتابعة بالوزارة على مدار الأعوام الخمس الماضية تؤكد أن أكثر من 40 ألف طالب يدخنون داخل المدارس، وأن حالات الزواج العرفى بين طلاب المدارس زادت عن 3 آلاف حالة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وذلك حسب بعض الدراسات بكلية تربية الفيوم وبنى سويف، بل وأثبتت بعض محاضر الشرطة أن هناك طلاباً يتعاطون البانجو داخل المدارس بمساعدة معلميهم.

إن مدارسنا بسبب تدنى مستوى المعلم والتعليم والتضييق على التدين المعتدل، تحولت إلى مدارس لتلقى "قلة" الأدب ودعم قيم الجنس المنحرف والشذوذ والمخدرات.

ولابد أن نعترف جميعاً أن ما تشهده المدارس من تراجع يعود فى الأصل إلى المناهج التى خلت من القيم والأخلاقيات والتدين المعتدل، ولعل كلنا تابعنا فى فترة من الفترات ما قام به مركز تطوير المناهج بقيادة د.كوثر كوجيك من حذف لمعظم الآيات القرآنية بالمناهج، خاصة التى تحس على العفة وعداوة اليهود، وأتذكر أحد القيادات المحترمة البارزة بالوزارة عندما أكد لى ومجموعة من الصحفيين أن مركز تطوير المناهج سلطة عليا، يدعمها الأمريكان، وأن د.كوثر كوجيك جاء عليها وقت وقررت حذف كل آيات القرآن من المناهج، ولولا تصديه هو والشرفاء لهذا المخطط لتمت هذه الجريمة.

وأريد أن أكد للسيد الوزير على حقيقة هامة، وهى أن التعليم لن يعود لدوره فى نهضة الوطن، إلا إذا غيرنا مناهجنا ودعمناها بقيم وأخلاقيات ديننا الحنيف، وأحسنّا اختيار المعلمين الذين سيتحملون أمانة تعليم أولادنا، وربطنا النظرية بالتطبيق، ولا يصلح أن تقوم الوزارة باستبعاد المعلمين سواء السياسيين أو المتدينين للأعمال الإدارية، فى حين أنها تقوم بترك الحبل على الغارب للشواذ والمتحرشين بالطلاب والطالبات وتكتفى الوزارة بمعاقبتهم بالنقل والخصم، رغم أن ما وقعوا فيه جرائم مخلة بالشرف وتستوجب العقاب الجنائى والفصل الإدارى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة