بسمه موسى

المبادرة العالمية للتضامن مع الأرض

الجمعة، 26 مارس 2010 07:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشارك مصر العالم والأمم المتحدة للمرة الثانية حملة "إطفاء المصابيح" والتى تهدف للحفاظ على مناخ الأرض. وهذه دعوة لكل القراء للتضامن مع أمنا الكبيرة الأرض بإطفاء الأنوار ساعة واحدة يوم السبت 27 مارس 2010 من 8:30 إلى 9:30 مساء وهذا الإجراء ولو أنه رمزى ولكنه لتذكرة أهل الأرض أن يرشدوا فى استهلاك الطاقة الكهربائية خاصة المجلبة للحرارة أو البرودة، وذلك حماية لكوكب الأرض من ظاهرة الاحتباس الحرارى، والحد من انبعاثات الغازات الكربونية. وتهدف الحملة إلى إقناع البلدان المتقدمة إلى أهمية إعادة النظر فى سياسات للحد من الانبعاثات الناتجة عن المشاريع الصناعية رحمة بالأرض، وللتقليل من ظاهرة التغييرات المناخية التى تنبئ بكارثة رهيبة ستحل على كل الأرض.

ويشكل الاحترار العالمى أكبر خطر على الإنسانية، وقد حذر علماء المناخ من أن نصل إلى مرحلة قد تخرج عن نطاق السيطرة وستحدث أضرار وخيمة. وقد أشار تقرير الأمم المتحدة عام 2006 إلى أن أعلى نسبة فى انبعاثات الغازات الضارة قائمة على تربية الحيوان والزراعة وما يصاحبها من استهلاك للطاقة، وهى أعلى من كل وسائل النقل فى جميع أنحاء العالم، (18 ٪ مقابل 13.5 ٪) وللأسف فإن معدلات زيادة أعداد الحيوان لاستخلاص اللحوم فى تزايد مستمر منذ خمسين عاما وزراعة الأعلاف الخاصة بها على حساب قطع أشجار الغابات وعدم زراعة المحاصيل المغذية للبشر، مثل القمح وغيرها فيزداد البشر جوعا وفقرا وتتركز الثروات لدى القليل منهم المسئولين عن أحداث هذه المشكلة، لذا أطلقت الأمم المتحدة حملتها "ساعة الأرض" فى العام التالى لهذا التقرير.

وسوف يشارك هذا العام عدد كبير من الدول يصل إلى 92 دولة بزيادة أربعة دول عن العام الماضى. وستشارك السعودية لأول مرة هذا العام.

ومن الجدير بالذكر أن أول حملة لـ"ساعة الأرض" أطلقت فى عام 2007 تحت رعاية الصندوق العالمى للحفاظ على الطبيعة فى المدينة الأسترالية "سيدنى"، وشارك بها 2,2 مليون فرد، حيث استخدمت المطاعم شموعا خلال هذه الساعة، وأطفأت الأنوار فى المنازل والمبانى العامة والمبانى السياحية. وقد شهدت التجربة نضوجا من الأستراليين فى الأعوام التالية للحملة باستجابة رائعة وحضارية وتزايد العدد فى أعوام 2008 و2009، وينتظر أن يصل هذا العام إلى أكثر من بليون فرد فى العالم.

وفى مصر قد سجل مركز التحكم الإقليمى انخفاضا فى استهلاك الكهرباء فى القاهرة الكبرى بنسبة 50 ميجا واط خلال مشاركة مصر فى العام الماضى "حملة ساعة الأرض"، وهو ما يعادل الطاقة الكهربائية المنتجة من مصنع صغير للطاقة. وقد اطفأت الأنوار فى عدة مناطق بمصر منها منطقة الأهرامات بالجيزة. وبرج القاهرة وقلعة محمد على ومعبد الأقصر وبعض الفنادق الكبرى. كما تم تقليل الكهرباء بنسبة 50% فى مبنى محافظة القاهرة وبعض الطرق الكبرى مثل شارع كورنيش النيل ورمسيس وطريق النصر، وطريق المطار وطريق الإسماعيلية وبعض المبانى العامة ومبانى الخدمات.

وقد أعلن وزير الدولة لشئون البيئة أن الجهود المبذولة فى حملة هذا العام تحث جميع الوزراء والمحافظين على المشاركة فى هذه الدعوة العالمية لترشيد الطاقة، وحث المواطنين على الصعيد الوطنى للمساهمة فى توفير الطاقة لاكتساب السلوك الإيجابى للبيئية التى يمكن اتباعها فى المستقبل، وسوف تشارك هذا العام بعض شركات السياحة والبواخر النيلية.
وقد أخذت الأمم المتحدة المبادرة فى تحديد يوم للأرض يقام سنويا يوم 21 مارس من كل عام، حيث يطابق يوم الاعتدال الربيعى فى نصف الكرة الشمالى والاعتدال الخريفى فى نصف الكرة الجنوبى، حيث يتساوى الليل والنهار فى هذا اليوم، يهدف الاحتفال لزيادة الوعى والتقدير لبيئة الأرض.. وهو التقليد الذى أسسه ناشط السلام جون مكونيل فى عام 1969. وتم إنشاء يوم الأرض الثانى بواسطة السياسى الأمريكى جيلورد نيلسون فى أواخر الستينيات، ويتم الاحتفال به فى كثير من بلدان العالم فى 22 أبريل.

إننى أتمنى أن يضاف إلى كل هذه الجهود ليس فقط مجرد ساعة واحدة فى العام، ولكن كل منا يمكنه يوميا بمنزله أن يغلق أجهزة التلفزيون والكمبيوتر وأى أجهزة كهربائية أخرى عند عدم استخدامها، وإطفاء المصابيح المضيئة بكل حجرات المنزل بدون سبب ولا نتركها تستهلك الطاقة، والتوسع فى استخدام المصابيح الموفرة للطاقة، حيث توفرها شركة الكهرباء المصرية بكل منافذها. وأتمنى من الجميع إطفاء الأنوار ساعة واحدة للحفاظ على الأرض.

إن المحافظة على البيئة الطبيعية التى حبانا الله بها هى حق لكل إنسان على هذه الأرض، فالحفاظ عليها هو إنهاء معاناة الفقراء فى العالم وحمايتهم من ثورات الطبيعة المتكررة بصورة ملحوظة فى السنوات الأخيرة والتى شاهدناها فى شرق آسيا وهاييتى وشيلى وغيرها نتيجة للتغيير البيئى.

معا يدا واحدة للمساهمة فى الحفاظ على الأرض. مشاركتك فى الحملة هى إضافة صوتك الذى سيذهب إلى حكام الأرض ليتخذوا القرارات التى ستحول دون وقوع مشكلات مناخية أصعب مما نحن فيه الآن.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة