محمد بركة

أقباط المهجر.. محامٍ سيئ لقضية عادلة

الثلاثاء، 23 مارس 2010 07:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استكمالاً لما قلته على صفحات هذا الموقع المتألق الأسبوع الماضى، أود الإشارة إلى أننى أتحفظ على مصطلح "أقباط المهجر" نفسه، فمعظم هؤلاء الأقباط هاجروا إلى الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وأوروبا، بحثاً عن فرص حياة أفضل وبات عددهم يقدر بنحو مليونى مصرى مسيحى.

ومن الواضح أن من يمارس العمل السياسى من هؤلاء وينتظمون فى المظاهرات والمؤتمرات التى تدعو لإنقاذ "الأقباط فى مصر" لا يتجاوز بضعة مئات أو ربما عدة آلاف- الله أعلم- فى حين لم تتورط الأغلبية الساحقة فى هذه الدعوة الكوميدية إلى التدخل الغربى المباشر لإنقاذ الشعب المسيحى من مذابح الشعب المسلم فى مصر!

لماذا استخدم هذا المصطلح "أقباط المهجر" إذن، ما دمت أراه غير دقيق وينطوى على تعميم مخل؟ ببساطة لأنه بات يفرض نفسه إعلامياً ضمن دائرة الرأى العام، خصوصاً من خلال عدة منظمات برزت فى الخارج أهمها منظمة "الأقباط المتحدون" التى أسسها عدلى أبادير بسويسرا عام 2004 وأقباط الولايات المتحدة لمؤسسها مايكل منير، والتجمع القبطى الأمريكى لمؤسسة كميل حليم 2005 والهيئة القبطية الكندية ومنظمة مسيحيى الشرق الأوسط؟ وأيا كانت الدوافع من وراء تلك المنظمات التى لجأت إلى أسلوب لى ذراع النظام المصرى من خلال تحريض جهات نافذة دولياً مثل لجنة الحريات بالكونجرس الأمريكى، فالثابت، بعيداً عن تراثنا القديم فى إلقاء تهم التخوين والعمالة جزافاً أن مثل هذه التجمعات أساءت للقضية القبطية نفسها وجعلت منها ورقة ضغط وابتزاز بدلاً من أن تكون– مع قضية المرأة– رأس الحربة فى مشروع مدنى لدولة مدنية ديمقراطية تعتمد المواطنة وعدم التمييز، قضية ذات أولوية مطلقة فى أجندتها الوطنية.

وليس هذا رأياً أنفرد به، فها هو المفكر الكبير د. ميلاد حنا يرى أن أقباط المهجر باتوا أداة فى يد جهات دولية تريد الضغط على الحكومة المصرية، بينما أعلن القمس صليب ساويرس، كاهن كنيسة مار جرجس، تبرؤ المسيحية من أفعال من يسمون بأقباط المهجر فى الولايات المتحدة، بل ويرى الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادى، أنهم لا يسعون إلا لتحقيق مصالحهم الشخصية، ويدين بمنتهى القوة مثقفون كبار مثل د. رفيق حبيب وجمال أسعد وسمير مرقص ونبيل بباوى مبدأ الاستقواء بالخارج.

والذى أتمناه على الله– ولا يكثر على الله– أن ينضم أقباط المهجر إلى حركة ليبرالية وطنية تنطلق من منابر مصرية وتناضل فى سبيل دولة مدنية لا تعرف الطائفية أو التمييز الدينى، بل وأدعوهم إلى المطالبة بإقامة مؤتمر ضخم يضم كل المخلصين والمهمومين بهذا الملف، وليكن اسمه "المؤتمر القومى للوحدة الوطنية"، وساعتها سيساند كل المثقفين الحقيقيين مطالبهم العادلة، وإلى أن يحدث هذا على الحكومة أن تتحرك وتحاور هؤلاء وتنصت إلى همومهم وتوضح لهم الصورة الحقيقية للعلاقة بين المسلمين والأقباط فى الداخل، فالله سبحانه وتعالى حاور الشيطان، والحكومة حاورت إسرائيل.

• كاتب صحفى بالأهرام










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة