محمد بركة

حكايتى مع الأب زكريا بطرس!

الثلاثاء، 16 فبراير 2010 06:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكتابة عن المواطنة والطائفية فى مصر تشبه المشى على حد السيف، وقد نالنى نصيب وافر من الهجوم والاتهامات بل والشتائم التى وصلت إلى حد التكفير والطعن فى عقيدتى كمسلم موحد بالله، وكنت أقول إنها ضريبة الليبرالية وحرية التعبير، وأحتسب أجرى عند الله فهو وحده سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور..

لكن أكثر ما توقفت أمامه فى ردود الأفعال هو ما صدر عن الأب زكريا بطرس، هذا القسيس الذى أوقفته الكنيسة المصرية عن الخدمة الروحية حين بات متخصصاً فى الهجوم على القرآن والتشكيك فى العقيدة الإسلامية، بل – وهذا هو الأكثر إيلاماً – نعت الرسول الكريم محمد – صلوات الله عليه وسلامه – ببذاءات يرفضها كل مسيحى متحضر قبل أن يرفضها المسلمون أنفسهم!

لقد أفرد الأب زكريا مسافة كبيرة من برنامجه التليفزيونى الشهير للاستشهاد بمقالى المنشور على موقع "اليوم السابع"، والذى حمل عنوان "تكلموا الآن أو فلتصمتوا إلى الأبد" وناشدت فيه الأساتذة الأفاضل عمرو خالد وخالد الجندى ومعتز مسعود أن يقوموا بدورهم فى توضيح موقف القرآن من النصارى، حتى لا تتحول آية كريمة تخص سياقاً تاريخياً قديماً إلى مبرر "حديث" للاعتداء على الأقباط!

لم أر البرنامج، ولكن أخبرنى به كثيراً من الأصدقاء – ومعظمهم مسيحيون – الذين داعبوننى وقالوا: إبسط يا حماده... سنتك أسود من قرن الخروب.. أبونا زكريا على سن ورمح يوجه لك الشكر!

والحق أن الأمر بدا بالنسبة لى كما لو كان رئيس الموساد الإسرائيلى معجبا بى ويرسل لى بطاقة تهنئة على مكتبى بالأهرام!

فكما أحارب التعصب الطائفى البغيض سواء كان إجرامياً عن شاب جاهل يفتح رشاشاً ضد الأقباط أو فكرياً يصدر عن مفكر مرموق يطعن فى عقيدتهم مثل د. محمد عمارة أو د. زغلول النجار، فإننى وبنفس القوة أتقزز من البذاءات الصبيانية التى قد تصدر عن شخص يتمسح فى رداء المسيحية والسيد المسيح منه براء!

وحتى لا أتورط فى هذا المستنقع الآسن الذى يفوح بروائح الحقد والكراهية العمياء التى تشبه دق طبول الحرب عند الإنسان البدائى، أحيلكم معشر القراء الأعزاء إلى بيان الأنبا سرابيون من إبراشية لوس أنجلوس التى تتبع الكنيسة الأرثوذكسية المصرية والذى حذر فيه أقباط المهجر من الإنصات إلى الأب زكريا بطرس وحذرهم من الاجتماع به لدى زيارته للولايات المتحدة قبل سبع سنوات، علماً بأنه قد أعجبتنى للغاية تلك الآية الواردة فى إنجيل متى والتى تحذر من "الذئاب" التى تأتينا فى ثياب "الحملان".
إبراشية لوس أنجلوس
بيان لأبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
"يأتون بثياب الحملان وهم من داخل ذئاب خاطفة
(متى 7 : 15)
ندعو جميع أفراد الشعب المحبين لكنيستهم الأرثوذكسية إلى عدم حضور أى اجتماعات دينية مخالفة لتعاليم كنيستهم الحبيبة وقوانينها، حتى لو قامت بها هيئات تحمل أسماء تدعى عدم الطائفية، أو يدعو لها أفراد من الإكليروس القبطى من الذين لهم اتجاهات غير أرثوذكسية، وسبق أن صدرت أحكام كنسية ضدهم وذلك لخداع البسطاء من أبناء الشعب، ففى هذه الأيام يقوم شخص يحمل اسم كاهن قبطى بعقد اجتماعات فى البيوت والفنادق والقاعات، وتم توزيع إعلانات هذه الاجتماعات على أبناء الشعب.

ونود أن نعلن لشعبنا الحبيب أن هذا الكاهن اشتهر فى وعظه بالاتجاهات غير الأرثوذكسية، حتى أن قامت الكنيسة بوقفه فترة طويلة عن الخدمة، وتم نقله من مكان إلى مكان، إلى أن تم إعفاؤه من خدمة الوعظ والخدمات الرعوية. إن حضوره إلى منطقة إبراشية لوس أنجلوس وعقد اجتماعات فى البيوت أمر مخالف لقوانين الكنيسة التى تمنع الكاهن أن يترك مكان خدمته ويذهب للخدمة فى مكان آخر بدون إذن أسقفه وبدون إذن أسقف الإبراشية، خاصة عندما يكون تحت قانون كنسى، كما أن أفراد الشعب الذين يشجعونه على مخالفة قوانين الكنيسة ونشر تعاليمه الخاطئة سواء باستضافة هذه الاجتماعات فى بيوتهم أو حضورهم إليها أو دعوة الآخرين إلى حضورها إنما يشتركون معه فى أعماله الشريرة، ونذكرهم بقول القديس يوحنا الحبيب: "إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم فلا تقبلوه فى البيت ولا تقولوا له سلام، لأن من يسلم عليه يشترك فى أعماله الشريرة" نصلى أن يحفظ الرب سلام كنيسته ويقود النفوس الضالة إلى التوبة، ويحمى كنيسته من الذئاب الخاطفة التى تأتى فى ثياب حملان".
الأنبا سرابيون
28/4/2003

* كاتب صحفى بالأهرام









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة