نشأة الرهبنة وأنواعها

الخميس، 23 يوليو 2009 10:08 م
نشأة الرهبنة وأنواعها

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- جاء عصر الرهبنة فى الكنيسة القبطية تالياً لعصر التبشير والاستشهاد، فلقد كانت الشهادة بالسيد المسيح فى العصر الأول بالصعود أمام الوثنية المضطهدة للمسيحية وحاولت الوثنية وأد المسيحية، ولكن الانتشار المقدس غلبها وكان له سلاحان:
- حياة القداسة التى عجز الشر عن النفاذ خلالها، والثبات بأمانة لاسم المسيح أمام كل ضيق.
فعاش المسيحيون فى قداسة وشجاعة بلا تزعزع حتى انهارت الوثنية.
- وكانت الرهبنة هروباً بل حباً، وما كانت حياة سلبية، بل إيجابية مركزة، إنها انطلاق النفس فى فعل التسبيح.
- فالرهبان جماعة تفرغوا لخدمة التحدث إلى القدوس وجندوا أنفسهم لذلك متخلين عما يعوقهم من مشغوليات الأسرة وإعالتهم.
فهم متخصصون لممارسة عمل العبادة الدائم، وما يلزمه ومن أوضاع. قلبهم منشغل بعبادة الرب وما اهتمامهم بعمل اليدين إلا لكى يأكلوا خبزهم بعرق جبينهم أولاً وهم يمارسونه، والقلب فى هدوء واتصال بالله ثانياً.

أنماط الرهبنة:
انخرط الرهبان فى سلك معين، شعاره التخصص لتطبيق الفضائل المسيحية تعمداً، غير أنهم فى أساليب حياتهم اختلفوا إلى أنماط معينة.
1 - التوحد: وفيه يسكن الراهب منفرداً، وأسسه القديس الأنبا أنطونيوس وتفرعت منه صورة خاصة كالحبساء والسواح.
2 - الشركة: أنشأه القديس الأنبا باخوميوس وفيه يحيا الرهبان جماعات يصلون الصلوات المختلفة مجتمعين، وينقسمون فى العمل إلى فرق حسب عمل أياديهم.
ومن هذا النظام أنشأ القديس شنودة أديرته، وكان فيها نظام الشركة فى الحياة، والارتباط بخدمة الكنيسة ارتباطاً كبيراً داخل الدير وخارجه.
3 - الفردية المترابطة: أى الحياة الفردية فى تناسق مع الجماعة وأنشأه القديس الأنبا مغاريوس، وفيه عاش البعض فى قلال منفردين، وبعضهم عاش جماعات، وكانوا يجتمعون مساء كل سبت فى الكنيسة يستمعون لتعليم الشيوخ، ويسبحون حتى الصبح ثم يحضرون القداس ويتناولون الطعام سوياً صباح الأحد.
وعلى أن الانكماش الذى حدث فى الرهبنة - كما فى الكنيسة القبطية عامة - خلال قرون متوالية قد أدى إلى تناقص عدد الرهبان والأديرة، وإلى تجمع مختلف الأنماط واختلاطها، حتى صار الدير الواحد قد يحوى من تابعى الفردية المترابطة، والمتوحدين، والمجتمعين، والحبساء، ومحبى الخدمة، والكهنة، وغيرهم.

مبادئ الرهبنة:
ليس ما يسمى بمبادئ الرهبنة الثلاثة: الفقر، الطاعة، العفة.
فى الحقيقة إلا ممارسات سلوكية فالرهبنة هى الانشغال بالتحدث إلى الله أو الاستماع إليه، والراهب يجب أن يستمع لصوت الله فى القلب أى فى طبيعته الخاصة وفى الطبيعة حوله فيلجأ إلى حياة السكون والتأمل والصلاة.
- وليست الرهبنة مذهباً صوفياً يعتقد فيه الراهب أنه يرضى الله بممارسات نسكية، أو مذهباً نفسانياً يهدف إلى اكتساب قوى نفسانية مما يكون كامناً فى الطبيعة البشرية، بل هى حب الفادى الذى يتملك المؤمن بفعل النعمة التى تنسكب عليه، فجعلته يركز ذاته على الرب، وأخذت الاهتمامات العالمية والمادية تسقط عنه، بحكم انطلاقه فى دروب حب المخلص والتأمل فيه، ولذا جاء ما يسمى بالنذر الثلاثى «الفقر - الطاعة - الصفة»، تصويرا لسلوكه من الخارج أكثر منه أهدافاً يسعى أليها.
- ففى انشغاله بالمتعة الروحية جاء تعففه عن المتعة الجسدية بأنواعها.
- وفى انسحاق أمام الفضل الآلهى يجىء إنكاره لذاته، وهو ما يظهر خارجياً فى طاعته لمشيته المدبر.
- وفى شبعه بالروح يجىء تجرده عن مطالب الراحة الجسدية، أى الفقر.
- وهو فى كل ذلك يسلك بروح الصلاة، وسكون التأمل، والالتزام بالعمل كمن لا يمتلك متاعاً.
- فهذه الصفات السلوكية هى الصورة الخارجية للحالة الداخلية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة