هانى صلاح الدين

فن أخلاقى لا فن "الدغيدى" ولا "الشحرورة"

الإثنين، 23 مارس 2009 07:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفن عبر التاريخ الإنسانى كان له دور مؤثر فى المجتمعات، ولن يستطيع الإنسان أن يستغنى عن هذا الدور، ولذا جاء الإسلام ليعزز هذه الرسالة ويضع لها أُطراً قيمية تجعله يرتفع بالذوق العام، ويدفع المجتمع للأمام.

الفن فى غاية الخطر والأهمية، لأنه يتصل بوجدان الشعوب ومشاعرها، ويعمل على تكوين ميولها وأذواقها واتجاهاتها النفسية، بأدواته المتنوعة والمؤثرة، مما يسمع أو يقرأ، أو يرى أو يحس أو يتأمل. وكثير من العلمانيين يؤكدون أن الإسلام لم يتطرق للفن وأن رؤية الإسلاميين للفن متشددة، وهنا أرد على هذه الاتهامات، بكلمات للعلامة الشيخ القرضاوى ومنها "إن هذا الكلام لا أساس له من دين الله، وإذا كان روح الفن هو شعور بالجمال، والتعبير عنه، فالإسلام أعظم دين – أو مذهب – غرس حب الجمال والشعور به فى أعماق كل مسلم".

لذا نجد أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم استقبله أبناء المدينة بأنشودة من بنات الأنصار، ترحيباً بمقدم الرسول وهى "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع"، كما سمح رسولنا الكريم للسيدة عائشة برؤية فرقة من الأحباش تقيم حفلة فنية ولم ينكر عليها ذلك، كما كان يحث الأمة على أن يحيوا أفراحهم بالدفوف، كل هذه دلائل على اهتمام الإسلام بالفن.

لكن ما نراه اليوم ليس بفن، لكنه بالفعل إثارة للغرائز، فلا يخلو فيلم أو كليب أو مسلسل من الكلمات الخادشة للحياء واللقطات الساخنة التى تشعلها القبلات والأحضان المحرمة، بل نجد بعض المخرجين، وعلى رأسهم المدعوة إيناس الدغيدى يدعون بكل فخر إلى أن تتحول أفلامنا إلى دعارة فنية، وتمتلئ مشاهد الأفلام بلقطات الجنس المفسدة لأخلاق أبنائنا.

ولو نظرنا لما يطرحه الفن من قضايا، نجد أنه لا يزيد فساد مجتمعنا إلا فساداً، فقد أثبتت بعض الأبحاث الاجتماعية أن الجريمة زادت بمعدلات كبيرة فى العقدين الأخيرين، وذكرت هذه الأبحاث أن من أسباب ذلك، الأفلام التى تحض على العنف والقتل والاغتصاب، كما أثبتت أيضا أن هناك ارتفاعاً فى نسب الطلاق وصل إلى أكثر من 30%، وأن من أسباب هذه الظاهرة "الكليبات" الفاضحة التى يشاهدها الأزواج، ولا تستطيع الزوجات بالطبع أن تصل فى زينتها وإغرائها للزوج لنفس درجة أبطال هذه "الكليبات"، ووصل الأمر بهذا الفن الردىء إلى أن يكون سبباً فى جريمة اغتصاب بوسط البلد، حيث تحول مجموعة من الشباب لذئاب بشرية تحاول أن تنهش أعراض المارات بالشارع، بعد مشاهدة لقطات ساخنة من راقصة تفننت فى إثارة هؤلاء الشباب، وبذلك تحول الفن الذى يعلو بذوق ومشاعر المجتمع إلى معول للهدم والفساد الأخلاقى.

بل لابد أن نعترف أيضاً أن الوسط الفنى بوضعه الحالى أصبح بعيداً كل البعد عن قيم أخلاقنا وديننا، فنجد أن صفحات الجرائد تمتلئ بفضائح نجوم الفن، فمنهم من يتورط فى علاقات محرمة، ومنهم من نجده يقوم بعمليات نصب ويحرر شيكات بدون رصيد، ومنهم من يمد يد التطبيع بكل وضوح للكيان الصهيونى، كما أن نجمات الفن اللواتى يعتبرن أنفسهن منارة للمجتمع، نجد علاقاتهن الغير سوية بأصحاب القرار ورجال العمال تملأ السمع والبصر، بل وأصبحن يتفنن فى ارتداء الملابس الساخنة شبه العارية، بالطبع ليكن نموذجاً لفتياتنا، بل وصل الأمر بهن إلى أن يعترفن على الهواء بجرائم أخلاقية تستنكرها كل الأديان والقيم الإنسانية، كما فعلت الشحرورة صباح، كما يلقبونها، فقد تجرأت واعترفت بأنها خانت أزواجها كما خانوها، ثم نجد من يدافع عنها كالناقدة الفنية الزميلة علا الشافعى، التى أكن لها كل احترام، لكن لا أجد لها أى مبرر فى أن ترفع سيف الدفاع عن إنسانة اعترفت أمام الكاميرات بأنها ارتكبت "جريمة الزنا" بعد أن سترها الله، ومطالبتها المستمرة بأن تخضع جميع الفنانات لطقوس الاستوديوهات والكاميرات مهما اختلف ذلك مع قيمنا وديننا!

وفى النهاية لابد أن نؤكد أن هناك تجارب فنية جادة قيمية تراعى ربها وضميرها فيما تقدمه للمشاهدين لكن قليلاً ما هم، كما لابد أن أعترف أن هناك بعض الفضائيات الإسلامية نجحت ببراعة فى تقديم الفن الجاد المعزز لقيم المجتمع، وقد استطاعت إحدى هذه القنوات خطف توأمى الصغير منى ببراعة، والذى لم يتجاوزا العاميين والنصف من عمرهما، وهى "طيور الجنة" التى نجحت فى غرس قيم الصدق والخير فى أولادنا من خلال الأغانى والكليبات والأناشيد وغيرها، ومن هنا أدعو الجميع من كتُاب وفنانين ونقاد أن يشاركوا فى نهضة فنية ترفع الذوق العام وتترفع عن لغة الجسد والإثارة فى فننا، ويعالجوا قضايانا بخلفية دينية بعيدة كل البعد عن الفن المختلط الفاسد الذى آذى مشاعرنا وقيمنا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة