بسمه موسى

العمل الإنسانى يذيب الفوارق

الأحد، 06 ديسمبر 2009 07:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقيمت بالعاصمة التونسية المدينة الجميلة الخضراء يوم 1 ديسمبر 2009 والذى يوافق اليوم العالمى للقضاء على الإيدز، أقيمت ورشة عمل ضمت مجموعة منتقاة من ممثلى المجتمع المدنى والحكومة التونسية والمنسقة الإقليمية للبرنامج الإقليمى للإيدز فى الدول العربية، وحضر أيضا العديد من رجال ومرشدات الدين الإسلامى والمسيحى والمدونين والمدونات والمجتمع المدنى بالوطن العربى والحقوقيين والحقوقيات والقانونيين والقانونيات فى اجتماع استشارى إقليمى للبرنامج الإقليمى للإيدز فى الدول العربية، والذى يتبع برنامج الامم المتحدة الإنمائى، وذلك لإعداد دليل تدريبى نخرج به كشمعة معلوماتية تضاء فى سماء المعرفة بتداعيات مرض الإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسبة أو السيدا) وكيفية الوقاية منه وكيفية العلاج، وصولا بالشفقة والعدل الإلهى فى كيفية التعايش مع المصابين بهذا المرض الذى يفتك بالخلايا المناعية بجسم الإنسان ويعرضهم لكل أنواع الأمراض، وخاصة للفئات المهمشة مثل المرأة والأطفال الذين يتعرضون للمرض قسرا ويصبحون محرومين من أبسط حقوقهم كنتيجة حتمية لأوضاع الفقر أو الجهل أو للعنف ضدهم .

إن مرض الإيدز يعطل جهود التنمية فى العديد من بلدان العالم العربى حيث تتعرض النساء والفتيات الصغيرات للإصابة بالمرض بسبب ضعف الوعى بالصحة الإنجابية وعدم قدرتهن على التفاوض فى أمور مثل الزواج المبكروالمتعارف بزواج القاصرات تحت عمر 18 عاما، وتعتبر نسبة المتعايشين بالإيدز (السيدا) بين النساء 50% (معظمهن من المتزوجات) فى منطقتنا العربية مقارنة بالرجال هو أعلى نسبة فى العالم، حيث لا تزيد عالميا عن 30% عدا جنوب الصحراء بأفريقيا.

إن حصول النساء على حقوقهن الإنسانية على قدم المساواة مع الرجال هو هدف أساسى من أهداف التنمية والسعى لأجله هو ايضا سبيل لابد منه لتحقيق هذه التنمية، فلا يمكن تخيل نمو ثقافة السلام وحقوق الإنسان فى مجتمع ينتهك كل أو بعض من حقوق النساء التى تمثل نصف طاقة المجتمع. ويعد خروج هذا الدليل إلى النور هو حلقة أخرى من مجهودات برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى مواجهة الإيدز فى سياق تعزيز حقوق النساء فى المنطقة العربية.
وقد كان جو الورشة جميلا منظما على الرغم من العصف الذهنى الكبير ولكن عمل فيه الجميع اقصى طاقة لهم فى منظومة إنسانية سوف تخدم العديد من البشر وتناسى الأصدقاء فروق اللغة وبعد المسافات وتنوع الثقافات والأعراق والنوع البشرى، لأنه ببساطة لم يعد هناك وقت لنضيعه، كان علينا أن نكمل الهدف فى الوقت المحدد وخرجنا جميعنا أصدقاء فى عالم واحد. وقد اختارت دولة تونس يوم 4 ديسمبر يوما وطنيا للوقاية من الإيدز تحت رعاية السيدة الأولى لتونس، والتعريف بمخاطره وكيفية التعايش مع المصابين.

خلال هذه المرحلة التاريخية من حضارتنا الإنسانية، نجد أن التعاون هو عنصر أساسى عند مواجهة التحديات والمشكلات المعقدة مثل الأمراض الوبائية التى تغزو العالم ولا تفرق بين البشر وتحصد أرواح الكثيرين، ويعتبر التنوع وتجميع ثقافات البشر الغنية هو السبيل لتكاتف الجهود من أجل إيجاد حلول تحمى الإنسانية من مخاطرها، بل ويحقق انبثاق حضارة عالمية.

إن نبل الطبيعة البشرية وتنمية طبيعتها الروحانية السامية، يمكّن من تقديم تعليم وتصوُر جديد يخدم الأفراد والشعوب ويبعدهم عن شبح هذه الأمراض. إن الحاجة ماسّة لتعاون تربوى موجّه لاحترام مميزات الإنسان الفائقة من قدرات. وعندما يسود روح التعاون واحترام الآخر داخل الأسرة، يؤدى إلى الاعتراف بحقوق كل فرد، واحترام الأطفال والمرأة يؤدى إلى زيادة القيم الأخلاقية والروحانية. بالتالى تنتشر هذه القيم من الأسرة الى الدولة إلى العالم، وسوف تختفى الأمراض وتختفى معها مرارة التفرقة على أساس النوع الإنسانى التى تمنع أى تنمية أو تقدم بكل جدارة.

إننا فى حاجة عاجلة لموجة بشرية يكون فى استطاعتها احترام حقوق الآخرين وعاقدة العزم على بناء إنسانية ذات خلق جاد باذلة العطاء لكل البشر.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة