هانى صلاح الدين

أكذوبة البرادعى والشروط التعجيزية

السبت، 05 ديسمبر 2009 12:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشهد الأجواء السياسية بمصر جدلا كبيرا، حول البيان الذى أصدره الدكتور محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد اشترط البرادعى فى بيانه مجموعة من الشروط الخيالية من أجل خوضه الانتخابات الرئاسية.

ومن أهم هذه الشروط أن تجرى العملية الانتخابية فى مصر مثلما تجرى فى الدول الديمقراطية، وفى إطار ضمانات تشكل جزءاً لا يتجزأ منها، مشترطا إنشاء لجنة قومية مستقلة ومحايدة تتولى تنظيم الإجراءات الخاصة بالعملية الانتخابية لضمان نزاهتها، والإشراف القضائى "الكامل" على الانتخابات، بالإضافة إلى وجود مراقبين دوليين من الأمم المتحدة لضمان شفافية الانتخابات، مع تنقية الجداول الانتخابية كما طالب بتأييد ترشيحه بشكل شعبى!

شروط البردعى تأكد لنا أن الرجل مصاب بغيبوبة سياسية، ويحلم بالترشح فى بلد غربى وليس عربيا، ولا أدرى كيف يضع البرادعى كل هذه الاشتراطات التعجيزية، بالرغم من أنه يعلم أن صاحب القرار فى التغيير لما يريده هو النظام الحاكم الذى من المفترض أنه سيكون خصمه.

ومما أثار دهشتى مطالبة البردعى بالتفاف شعبى حوله، وكأنه يطلب لبن العصافير من بلاد "واء الواء"، فالرجل غير معروف لرجل الشارع المصرى، ويفتقد للخبرة السياسية، وليس له أى احتكاك بالواقع المصرى، بل إن الكثير من المصريين مازالوا يتذكرون له تسليمه العراق لسكين المحتل الأمريكى، وفشله الذريع فى حماية العراق، بالرغم من تأكده عدم امتلاكه أسلحة الدمار الشامل المزعومة.

كما أرى أن د. البرادعى يحاول أن يجد لنفسه دوراً سياسياً بعد تقاعده، خاصة وسط أجواء تهافت بعض الأحزاب المفلسة من الكوادر السياسية عليه، ولكنى أراه أيضا ليس جاداً فى خوض هذه المعركة، ومكتفٍ بإثارة الجدل حوله، فمن يريد أن يخوض معركة الانتخابات الرئاسية فعليه أن يخوض غمار التغيير بكل قوة، ويضع استراتيجية لتغيير الواقع السياسى، ويطالب القوى السياسية المختلفة بمناصرتها لا أن يضع اشتراطات ويطالب منافسيه أن يحققوها له!.

وليس معنى كلامى أن نرضخ للواقع السياسى للنظام الحالى، بل على كل القوى السياسية المصرية أن تتكاتف لاختيار شخصية تخوض باسمها الانتخابات الرئاسية القادمة، بشرط أن يكون معجوناً بالواقع المصرى، مستشعراً آلام الفقراء والمطحونين من أبناء شعبنا، وأن يكون له رصيد سياسى يقبله رجل الشارع، وذلك حتى نتخلص بشكل جاد من هذا النظام الجاثم على صدورنا، والمصادر لحريتنا، والناهب لثروتنا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة