محمد بركة

خواطر فى المسألة الجنسية!

الخميس، 29 يناير 2009 11:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أشك مثقال ذرة فى أن الجنس هو أكبر ضحية لسوء الفهم فى العصر الحديث، فهو إما فعل نجاسة، "مقرف"، وشر، لكن للأسف لابد منه، كما أنه انحطاط ومناف للسمو الروحى، أو على الجانب الآخر هو بيزنس وتجارة فى الملابس والماكياج والأحذية والسينما والصحافة الصفراء، هو الكارت الأخير فى يد فتاة طموحة تبحث عن فرصة، أو مدير عجوز يريد أن يدلل ما تبقى من ذكورته المتهالكة! والجنس فى رأى كاتب هذه السطور، وهو رجل على باب الله، لا هذا ولا ذاك، وإنما هو أكبر تجسيد للنقص البشرى، وأحد المبررات المهمة لانتظار الغد!.

تبدو ممارسة الحب شبيهة بخمر الجنة، والقرين الأرض لعسلها، لكنها فى النهاية لابد أن تنتهى مثل حلم وردى طاف سريعاً بخيالنا، وقطرة من عسل مصفى ما إن لامست شفاهنا حتى ذابت على الفور، ونهر ما أن نرتشف منه حتى نعطش مجدداً!.

ولا أعرف لماذا كل هذا العذاب؟
يقولون إنه مهم للحفاظ على النوع، وضمانة للبشر ضد الانقراض، لكننا لسنا أرانب أو فئران، وهذا التفسير البيولوجى ـ حتى لو كان حقيقياًـ أفضل أن يبقى حبيس دروس الأحياء! الجنس هو النسخة "السوبر" من اللذة، لكنها لذة فريدة من نوعها، ما إن تنالها حتى تفتقدها على الفور، فعلا هذا ما يجعلنا فى انتظار لذة أبدية خالدة، تعد بها الأديان فى الجنة، وهل هذا ما يجعل الحور العين يفقدن عذريتهن ثم يستعيدنها فى ثوان، وهن فى لحظات الحميمية التى تستمر فى الجنة، أبد الآبدين ودهر الداهرين؟.

سؤال آخر جدير بالحيرة والتأمل، لماذا يفقد الجنس لذته أيضاً بالتكرار؟ ولماذا تبدو الألفة والاعتياد والتوقع العدو القاتل لحرارة الغرام، ولماذا ترتبط الإثارة بالتغيير؟ مصيبة سوداء لو كانت الشجرة لا تغنى عن الغابة، والمرأة الواحدة لا تبوح بأسرار بقية النساء.. فعلاً مصيبة!









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة