د. خميس الهلباوى

الجانى والمجنى عليه فى مشكلة غزة

الإثنين، 29 ديسمبر 2008 07:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نستطيع تلخيص أهداف حماس والإخوان المسلمين فى هدف واحد يتلخص فى احتلال سيناء مع غزة التى سموها الإمارة الإسلامية، تمهيداً لإقامة دولة الخلافة وهذا هو السبب فى إلحاح حماس والجماعة المحظورة بفتح معبر رفح، متناسين أو متجاهلين أن دولة الخلافة الإسلامية إذا أراد الله لها أن تقوم، فلن تقوم بالأقزام والميكيافليين، ولكنها ستقوم برجال أشداء مؤمنين بالله ولهم كاريزما القيادة وليسوا مجرد أقزام.

وتبذل حماس قصارى جهدها للاستيلاء على سيناء بفتح معبر رفح والنفاذ إلى مصر لتخريبها وانتشار المخربين بها، وإثارة الفوضى لتقويض الاستقرار المصرى والقضاء على أى إنجازات قام بها الشعب المصرى خلال حروب استمرت منذ حرب سنة 1948 وحتى حرب سنة 1973، والتى تسببت فى تخلف مصر عن ركب الحضارة، الذى أتيح لدول أخرى مثل الصين والهند واليابان، ولم تستطع مصر اللحاق بها بسبب القضية الفلسطينية، وبسببها دائما ما يثار السؤال، لماذا تخلفت مصر اقتصادياً عن دول مثل الدول المذكورة بعاليه؟.

ولتوعية الأجيال الجديدة "نكرر لشباب مصر" بأن مصر تورطت فى جميع الحروب مع إسرائيل والدول الغربية ليس بسبب مشاكلها مع مصر، ولكن بسبب فلسطين، بالرغم من أن جميع العرب كانوا دائماً يتاجرون بالقضية ويحققون مصالح مادية، لأنهم "تجار شطار"، أما المصريون فهم ليسوا شطاراً فى تجارة الحروب، أما العرب فأثبتوا أنهم بارعون فى تجارة الدماء والحروب، فكانت الخيانة العربية دائماً هى العامل المشترك، الذى يواجه مصر فى كل مرة، مما سبب الخسائر الفادحة التى كلفت مصر كرامتها وثرواتها من أجل قضية لا ناقة لها فيها ولا جمل.

ماذا يطلب العرب والفلسطينيون من مصر اليوم فى مشكلة حماس؟
إن الجميع يطلبون من مصر أن تبدأ حرباً مع إسرائيل، لآخر جندى مصرى، فسوريا تطلب وحماس تطلب والإخوان يطلبون، وحزب الله يطلب، والأردن تطلب من مصر، أن تفتح الحدود للغزو الحماسى الهمجى، والجميع يتكلمون فقط فى الميكروفونات، بحناجرهم فقط، ولا يملكون الشجاعة فى الدخول فى حرب، وإنما يدفعون مصر للدمار.

وبالرغم من أن أى واحد من هؤلاء لم يكلف نفسه فتح المعبر طرفه أو أن يطالب دولة غير مصر بفتح المعبر، مع العلم بأن كل دولة من الدول المذكورة لها معابر مع فلسطين، فقد صمم الجميع وأبو إلا أن يتآمروا على مصر، كما كانوا فى السابق، لسحبها إلى معارك تشغلها عن التنمية والتطوير لمجتمعها الذى عانى من الحروب الخادعة السابقة.

ومشكلة غزة الحالية تتلخص فى أهداف كل من حماس والجماعة المحظورة من جهة وفتح من جهة أخرى، فمن المعروف أن محمود عباس رئيس فلسطين هو الذى وقع اتفاقية أوسلو مع إسرائيل، وقعها وهو المسئول عن تنفيذها، ولكن حماس تصر على إقحام نفسها فى التعامل والتفاوض بين فلسطين التى يمثلها محمود عباس وإسرائيل، وتقوم من وقت لآخر بإطلاق بعض الصواريخ التى ليس لها تأثير على الجانب الإسرائيلى وإن كانت تثير حفيظة إسرائيل وتمنحها الأسباب التى قامت بالاعتداء على شعب غزة بسببها، ومشكلة المعابر تتلخص فى أنها تمت بناء على اتفاق بين كل من فلسطين ويمثلها محمود عباس وبين مصر وبين دول الاتحاد الأوروبى، وليس لحماس مكان فى هذه الاتفاقية، ولكن من خبث حماس وصلفها وبجاحتها المدفوعة بالجماعة المحظورة بالمطالبة "مطالبة مصر" بفتح معبر رفح مع أنه ليس من حقها ولا حق مصر منفردة أن تفتحها.

وبالرغم من أن مصر كانت تكافح بالطرق الدبلوماسية فى ظروف التهدئة، لأن تمد فترة التهدئة بين حماس وإسرائيل، واستدعى الرئيس المصرى، تسيبى ليفنى إلى مصر وبدأ مفاوضتها لتجديد فترة تهدئة إطلاق النار، ولكن حماس قامت فجأة بإطلاق صواريخ "الأطفال" على المواقع الإسرائيلية حتى تفشل دور مصر، لتمديد التهدئة مع إسرائيل بدافع من دول أخرى وقوى أخرى.

وكانت إسرائيل قد هددت بالقيام بعمليات عسكرية ضد غزة إذا لم تقم حماس بتجديد التهدئة، ولكن حماس بصلفها كانت لها شروط غير مقبولة بالنسبة لإسرائيل، وكانت حماس تقصد بهذا قيام إسرائيل بالعدوان على شعب غزة، بعد أن شيدت المخابئ التى يختبئ بها قادتها وتعريض الشعب الغزاوى الأعزل للضرب، طالما يمكنها الضغط على مصر عن طريق الرأى العام المصرى والعربى والإسلامى، لفتح معبر رفح لتنفيذ مخططها الخبيث لاحتلال سيناء.

ولكن فات حماس والجماعة المحظورة، أن مصر التى وقعت فى نفس المطب لأربعة حروب سابقة، من أجل القضية الفلسطينية، التى يتاجرون بها لا يمكن أن نقع فى نفس المشكلة مرة أخرى بفضل يقظة رئيسنا البطل محمد حسنى مبارك حامى الأمن القومى المصرى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة