ترامب يربك حسابات بريطانيا.. حرب تجارية عالمية محتملة تدفع لندن لاختيار الشراكة بين أوروبا أو أمريكا.. أوبزرفر: اتفاقية التجارة مع واشنطن تعرقل الصفقات مع بروكسل.. وخبراء يحثون ستارمر على اختيار الجيران
الإثنين، 18 نوفمبر 2024 11:00 ص
حتى قبل دخوله البيت الأبيض، يبدو أن الرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترامب يعيد حسابات الدول التجارية لاسيما مع التهديدات بفرض تعريفات جمركية من شأنها أن تؤثر على حركة التجارة العالمية.
وقال الرئيس السابق لمنظمة التجارة العالمية إن المملكة المتحدة يجب أن تقف إلى جانب الاتحاد الأوروبى بشأن التجارة والسياسات الاقتصادية بدلاً من الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب، مع تزايد المخاوف بشأن حرب تجارية عالمية محتملة.
قال باسكال لامى، الذى كان رئيسًا لمنظمة التجارة العالمية من عام 2005 إلى عام 2013، فى حوار مع صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية إنه من الواضح أن مصالح المملكة المتحدة تكمن فى البقاء على مقربة من الاتحاد الأوروبى فى التجارة، بدلاً من التحالف مع ترامب، لاسيما وإنها تقوم بثلاثة أضعاف التجارة مع أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة.
وجاءت تعليقاته بعد أن قال ستيفن مور، أحد كبار مؤيدى ترامب، الجمعة أن المملكة المتحدة يجب أن ترفض "النموذج الاشتراكي" للاتحاد الأوروبى إذا كانت تريد أن يكون لها أى فرصة واقعية لإبرام صفقة تجارة حرة مع الولايات المتحدة تحت حكم ترامب، ونتيجة لذلك، تجنب الرسوم الجمركية بنسبة 20% على الصادرات التى وعد بها الرئيس المنتخب.
وفى المقابلة قال لامي: "إنه سؤال قديم له أهمية جديدة بالنظر إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وترامب. فى رأيى، المملكة المتحدة دولة أوروبية. نموذجها الاجتماعى الاقتصادى أقرب كثيرًا إلى النموذج الاجتماعى للاتحاد الأوروبى وليس النسخة القاسية والوحشية من الرأسمالية لترامب و[إيلون] ماسك.
وأضاف "يمكننا أن نتوقع أن ترامب بالإضافة إلى ماسك سيذهبان أكثر فى هذا الاتجاه. إذا ابتعد ترامب عن دعم أوكرانيا، فلا شك لدى على الإطلاق فى أن المملكة المتحدة ستظل على الجانب الأوروبى. فى مسائل التجارة، عليك أن تنظر إلى الأرقام. العلاقة التجارية بين المملكة المتحدة وأوروبا أكبر بثلاث مرات من العلاقة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وتابع قائلا "إن خيار الاتحاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مع الولايات المتحدة وليس مع أوروبا لا معنى له على الإطلاق. أعتقد أنه بالنسبة لمصالح المملكة المتحدة وقيمها، يظل الخيار الأوروبى هو الخيار السائد".
قال إيفان روجرز، السفير البريطانى السابق لدى الاتحاد الأوروبى، إنه من الواضح أنه بعد إعادة انتخاب ترامب، سيتعين على المملكة المتحدة الاختيار بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى.
وأوضح "أى اتفاقية تجارة حرة يمكن لترامب وفريقه أن يقترحها على المملكة المتحدة يجب أن تحتوى على مقترحات رئيسية بشأن وصول الولايات المتحدة إلى السوق الزراعية فى المملكة المتحدة والمعايير البيطرية. لن يوافق الكونجرس عليها بدون هذه الشروط. إذا وقعت المملكة المتحدة على الاتفاقية، فهذه هى نهاية الصفقة البيطرية التى اقترحها ستارمر مع الاتحاد الأوروبى. لا يمكنك الحصول على الاثنين: عليك الاختيار".
ومع ذلك، قال جواو فالى دى ألميدا، السفير السابق للاتحاد الأوروبى فى لندن، إنه يعتقد أن هناك "أرضا مشتركة للاتفاق" والتى من شأنها أن تنطوى على صفقات براجماتية قليلة بين الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.